بارزاني : ادعو بغداد للجلوس سوية للحوار

بارزاني : ادعو بغداد للجلوس سوية للحوار

أكد رئيس إقليم كوردستان، مسعود البارزاني، العزم على المضي في إجراء استفتاء الاستقلال غداً الاثنين، 25-9-2017، بعد الاقتناع بعدم امكانية البقاء مع العراق، مشيراً إلى “تجديد الرغبة باستمرار علاقات الصداقة مع دول الجوار والالتزام بمبادئ القانون الدولي”، وعبر عن تفاؤله للمستقبل بالقول إن “المجتمع الدولي سيتعامل مع الواقع”.

وقال البارزاني في مؤتمر صحفي إنه: “يمكن تقسيم العلاقات مع بغداد إلى مرحلتين الأولى من الحرب العالمية الأولى إلى 2003 والثانية من 2003 إلى الآن، و تتلخص المرحلة الأولى بهدم 4500 قرية كوردية من أصل 5 آلاف قرية وتعرض 182 ألف شخص أكثرهم من النساء والأطفال إلى عمليات الأنفال والتهجير كما قتل الآلاف من الكورد الفيليين وضربت حلبجة بالكيمياوي”.

وأوضح أنه “في المرحلة الثانية فعلنا كل ما نستطيع لتعزيز الفيدرالية والديمقراطية في العراق وكان دستور عام 2005 الذي لولا الكورد لما تمت المصادقة عليه جيداً لكن تم انتهاك مبدأ الشراكة وخرق الدستور ومنها المادة 140 إضافة إلى منع تسليح البيشمركة وقطع لقمة العيش عن شعب كوردستان في حين أننا اتفقنا مع بغداد على بناء دولة ديمقراطية مدنية لا دولة مذهبية”.

وتابع: “سعينا كثيراً لمعالجة هذه الأوضاع مع المجتمع الدولي وبغداد لكن الأخيرة هي من رفضت قبولنا، وقبل عام من الآن ذهبنا إلى بغداد للمطالبة بإصلاح الخلل الحاصل في تطبيق مبدأ الشراكة وأخبرنا جميع الأطراف برغبتنا في إجراء الاستفتاء لأننا فقدنا الأمل في استمرار البقاء مع العراق ووصلنا إلى قناعة مفادها أن الاستقلال هو الحل الوحيد والضماد لتخفيف أوجاع ذوي الشهداء والضحايا فالعودة إلى رأي الشعب هي الحل الأفضل لاتخاذ القرارات الحاسمة ولن نعيد تكرار تجربتنا الفاشلة مع بغداد، فما هي الجريمة الناجمة عن تعبير شعب عن رأيه؟!”.

ولفت إلى أنه “كان علينا عدم العودة إلى بغداد في 2003 بعد كل ما تعرض له الشعب الكوردي فخلال تجربتنا السابقة مع بغداد كانت تصفنا بالخونة والعصابات وقطاع الطرق.. الوجوه وحدها التي تغيرت في بغداد والحكومة العراقية تتعامل مع الكورد بذات عقلية قبل عام 2003 ولم يعد البرلمان العراقي اتحادياً بعد اعتماده على مبدأ الأغلبية في إصدار القرارات، في حين أن الدستور العراقي ينص على أنه الضامن للحفاظ على الاتحاد الحر في العراق ولو التزمت بغداد بالدستور لما وصلنا إلى هذا اليوم”، متابعاً: “لا يمكن لأي جهة منع إجراء الاستفتاء حسمنا قرارانا ومهما قمنا بتأجيل العملية فإن ذلك سيؤدي إلى تقوية بغداد ضدنا أكثر، لكننا لن نغلق أبواب الحوار”.

ومضى بالقول: “الاستفتاء هو الخطوة الأولى وهو لا يعني ترسيم الحدود مباشرة.. نحن مستعدون لإجراء مفاوضات مع بغداد بعد الاستفتاء قد تدوم لعام أو عامين أو فترة أطول وقد شكلنا لجنة من المجلس الأعلى للاستفتاء بهدف التفاوض مع بغداد حول الاستقلال وملفات الحدود والنفط والغاز والمياه والعلاقات الثنائية لا مبدأ الشراكة معها من جديد”.

وأوضح “نطمئن النازحين بأنهم سيبقون أهل الدار في كوردستان حتى تحرير مناطقهم وسنحافظ عليهم أكثر من عيوننا، ولن نسمح للخلافات السياسية مع الحكومة بأن تنعكس سلباً على الأخوة القائمة بين الشعبين العربي والكوردي وبقية المكونات”، مشيراً إلى أنه: “نرغب باستمرار التنسيق والتعاون بين البيشمركة والجيش العراقي وقوات التحالف الدولي”.

وحول الموقف الإقليمي والدولي من الاستقلال قال البارزاني: “لا نزال ننتظر ردود الفعل الدولية من الاستفتاء وسنقيم المواقف الرسمية التي ستعلنها دول العالم من الاستفتاء بعد إجرائه.. أسال المجتمع الدولي الذي تشيد وفوده ببطولات البيشمركة كثيراً خلال زيارتنا لماذا لا تسمحون لهذا الشعب بأن يعبر عن رأيه؟! شعب كوردستان اتخذ قراره بإجراء الاستفتاء وبالتأكيد هناك ردود فعل مختلفة من هذا الطرف أو ذاك لكن المجتمع الدولي سيتعامل مع الواقع فالانتخابات التي أجريت في كوردستان خلال التسعينيات قوبلت بتهديدات وردود فعل خارجية أكثر تشدداً من الآن”، مضيفاً أن “ردود الفعل الدولية كانت مفاجئة إلى حد ما وكان موقف أمريكا من الاستفتاء إيجابياً إبان عهد أوباما.. لم نسمع من أي دولة موقفاً رافضاً لمبدأ الاستفتاء أو طموحات شعب كوردستان ونجدد رغبتنا باستمرار علاقات الصداقة مع دول الجوار والالتزام بمبادئ القانون الدولي”.

وأكد البارزاني: “لسنا تهديداً للأمن القومي التركي وأثبتنا خلال 25 عاماً إننا عامل استقرار وأمن وتعاون ولا نرغب في أي تصعيد مع أنقرة أو طهران أو أي جهة آخر ونأمل عدم اتخاذ إجراءات من قبيل إغلاق الحدود لأنه يضر بجميع الأطراف”، مشدداً على أن “آفاقنا واضحة ولن نرد بطريقة طفولية على أي رد فعل قد يتخذ ضدنا.. وأي مجازفة (في إشارة إلى الاستفتاء) ستكون أفضل من انتظار مصير مجهول أسود”.

ورداً على سؤال بشأن تصريحات رئيس الوزراء العراقي من الاستفتاء قال البارزاني “علاقتي مع العبادي طيبة وأنا أحترمه وأعتبره أخاً وصديقاً ولا أريد قول كلام يؤذيه أو يجرحه وأرفض مهاجمته حتى لو بادر هو بذلك”، ذاكراً أن “موقف بغداد يشتد ويخف مع الموقف الدولي ونحن لا نتوقع أي نزاع مسلح مع العراق ولا نريد حدوث ذلك”.

وأشار إلى أنه “سنتحمل نتائج الاستفتاء مهما كانت ونرفض سياسة الكيل بمكيالين .. نحن محبطون من مواقف بعض الدول لكنها ستتغير في المستقبل وحتى لو لم يحصل ذلك فإن الشعب هو من سيقرر مصيره ليس من المعقول معاقبة شعب لأنه يريد الاستقلال..العنف لن يحل المشاكل والتفاهم هو الطريق الأفضل للتوصل إلى النتائج المرجوة”، مبيناً أن “الاستفتاء خطوة نحو الاستقلال ولا بديل عنه لكن مبادرة بغداد بقبول الاتفاق على نكون جيراناً متحابين سيؤدي إلى تقصير السبل لتحقيق ذلك” ووصف ما حصل في مندلي بإنزال علم كوردستان بأنه “مجرد ممارسات صبيانية”.

ورداً على انتقادات دعم إسرائيل للاستقلال وتشبيه دولة كوردستان بها قال رئيس إقليم كوردستان: “هذا كلام سخيف ولا معنى له”.

وأكد رئيس إقليم كوردستان إن “مهمتي هي تحقيق الاستقلال لشعب كوردستان ولا أهدف للرئاسة”، لافتاً إلى أن “الأغلبية الساحقة من الأحزاب والأطراف السياسية في كوردستان تؤيد إجراء الاستفتاء ووثيقة الحقوق في كوردستان ستضمن حماية جميع المكونات”.

وأردف قائلاً: “أدعو شعب كوردستان إلى الذهاب لصناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم بطريقة سلمية فلو انتظرنا أن يهدي أحد إلينا الاستقلال هذا لن يتحقق أبداً.. أنا متفائل بشأن الاستفتاء.. لن نموت جوعاً وحتى لو متنا فإننا مستعدون لذلك من أجل تحقيق الاستقلال والحرية”، مطالباً “جميع الأطراف بعدم شن حرب كسر الإرادة معنا لأنهم لن يتغلبوا علينا فيها”.

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com