خبراء وباحثون : موجة ” كورونا ” الثانية سريعة الانتشار قليلة الضراوة

خبراء وباحثون : موجة ” كورونا ” الثانية سريعة الانتشار قليلة الضراوة

تزايد القلق لدى المواطنين من ارتفاع حالات الاصابة بفيروس “كورونا” في الآونة الأخيرة، ورغم الإصابات الكثيرة التي تسجلها الجهات المختصة؛ إلا أن رئيس قسم الوراثة الجزيئية وبصمة الحمض النووي في مركز “الدنا” العدلي للبحث والتدريب بجامعة النهرين، الدكتورة نادرة سلمان الكرعاوي، طمأنت المصابين بأن الموجة الثانية ستكون أقل ضراوة رغم سرعة انتشارها.
الفيروسات التاجية من فيروسات الحمض النووي “الرايبي” هي التي تحدث فيها الطفرات الوراثية الذاتية، وقد تكون هذه الطفرات “ضعيفة” أو تكون “ضارية”، مما أدى الى ظهور سلالات متعددة لفيروس SARS-COV-2 التي انتشرت خلال الأشهر الثمانية الماضية في معظم دول العالم.
وشهدت بعض الدول انحساراً في الموجة الوبائية وانخفاضا في أعداد المصابين؛ مما أدى الى الرفع التدريجي لإجراءات الحظر واسترخاء المجتمع، وتقول الخبيرة الكرعاوي لـ “الصباح”: “إننا نشهد الآن بداية الموجة الثانية بعد تسجيل حدوث الطفرة المسماة (D614G) على بروتين السنبلة، وهو جزء من الفيروس الذي يساعده على الارتباط بالخلايا، حيث تسهل هذه الطفرة للفيروس أن يصيب خلايا الانسان بشدة، فأصبح الفيروس أسرع في الانتقال وأكثر قدرة على الاصابة خلال الوباء”.
ويتوقع أن تنتشر أعداد صغيرة من الفيروسات إلى مناطق جديدة لتخلق أوبئة محلية تنمو بعد ذلك بشكل كبير لتصبح السلالة المهيمنة المنتشرة حول العالم، وتعتقد الكرعاوي أن هناك موجة بدأت في بكين وأميركا وإسبانيا حالياً وقد تبقى لفترة سنة تقريبا وستكون أكثر سرعة في الانتشار من الموجة الاولى .
ويتباين مسار المرض من شخص الى آخر، فقد يعاني البعض أعراضاً طفيفة بينما يؤدي المرض بآخرين الى الوفاة، وهذا ناجم عن عاملين مهمين؛ هما التغاير الوراثي في الفيروس، وفي جينات البشر، إذ أظهرت الدراسات وجود تغاير وراثي بين الأفراد في موقعين ممكن أن يؤديا الى الفشل التنفسي عند الاصابة بفيروس كورونا المستجد، كما يحتوي الموقع على جينات “الكيموكين” التي لها دور في التشفير لـ “السايتوكينات”، وهذا قد يفسر ما يعرف بـ “عاصفة السايتوكين” التي تحدث عند بعض المرضى وتؤدي الى الوفاة.
ونبهت الخبيرة الكرعاوي على أن معظم الخبراء يتفقون على أنه “حتى يكون لدينا لقاح فعال ضد الفيروس التاجي”، فإن الطريقة الوحيدة لإبطاء انتشار الفيروس هي اتخاذ الاحتياطات مثل الابتعاد الاجتماعي، وارتداء أقنعة الوجه في الأماكن العامة وغسل اليدين بشكل صحيح ومتكرر وتجنب الأماكن المزدحمة والمغلقة. وفي وسط هذه الأزمة والجائحة التي تضرب جميع دول العالم، ستحتاج الحكومات إلى تحقيق التوازن الدقيق بين احتياجات الاقتصاد والحياة الاجتماعية، وزيادة الاختبارات والتتبع والاحتواء والاستجابات المحلية وهي العناصر الرئيسة لستراتيجية إيقاف الموجة الثانية، وتضيف الكرعاوي أن “هناك حاجة ملحة للدراسات التنبئية في تحديد عوامل التكاثر (Reproductive number) أين ستحدث وكيف ستنتشر ومتى تبدأ وإلى متى تبقى، والاستمرار في غلق الحدود وتقنين حركة المسافرين والالتزام باجراءات الحجر الصحي للمسافرين، والاستفادة من التجارب الناجحة لادارة ازمة فيروس «COVID19» .
التجربة الالمانية تعد من أنجح التجارب في إدارة ازمة كورونا، كونها تتميز بنظام رعاية صحي مع قدرة كل مواطن على الوصول الى الرعاية الكاملة ووجود شبكة متكاملة من الممارسين للصحة العامة المتاحين، والاستفادة من كونها لم تكن الدولة الاولى التي اصيبت في اخذ الامر على محمل الجد والاستعداد الجيد، فقد رفعت عدد الاسرة من 12 الف سرير الى 40 الفا في العناية المركزة، وتمتلك فرقا بحثية ومختبرات متميزة ودعما ماديا كبيرا مما ساعد على دراسة الفيروس وتطوير اختبارات سريعة للفيروس في وقت قياسي، والآن بامكانها اجراء 10 الاف اختبار تشخيصي في اليوم و5 ملايين اختبار مناعي في الشهر.

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com