أمريكا تواجه تحديات تجاه الالتحاق بالخدمة العسكرية

أمريكا تواجه تحديات تجاه الالتحاق بالخدمة العسكرية

يواجه عدد متزايد من الأمريكيين تحديات كبيرة تجاه الالتحاق بالخدمة العسكرية، وتنبع هذه التحديات من خلفية تاريخية حديثة للولايات المتحدة، إذ شهدت تدخلات عسكرية انحرفت عن مسارها المقرر، ما أدى إلى نتائج غير متوقعة، وغالبًا ما ارتبطت بفشل الأهداف المرجوة.

وبحسب تقرير نشره موقع “ريل كلير ديفينس” الأمريكي، تزايد الانعزالية بين الأمريكيين يشكل عاملًا آخر يعزز تراجع أعداد التجنيد العسكري، ويتطلب من المجتمع الأمريكي مراجعة شاملة لتحليل الأوضاع والدروس المستفادة من الإخفاقات، بالإضافة إلى محاسبة القادة السياسيين والعسكريين الذين لعبوا دورًا في هذه السياقات.

وضرب الموقع عدة أمثلة للتدخلات العسكرية التي وصفها بالفاشلة مثل حرب العراق التي بدأت بحجة القضاء على أسلحة دمار شامل، ولكنها انتهت بتحول العراق إلى بلد مضطرب.

وقال الموقع إن الفشل في تحقيق الأهداف المرجوة، سواء من حيث الاستقرار أو تقديم الخدمات للشعب، أثار استياء الرأي العام الأمريكي، وأضاف إلى الشكوك بشأن مدى جدوى التدخلات العسكرية.

والمثال الآخر الذي ذكره الموقع، كان المشاركة في أفغانستان بهدف الإطاحة بحكومة طالبان وإقامة حكومة مستقرة. ورغم الاستثمارات الضخمة، كان الانسحاب الفوضوي وانهيار الحكومة الأفغانية نقطة تساؤل كبيرة حول فعالية هذه الحروب الطويلة، خاصةً عندما تكون هناك تقلبات في القيادة السياسية.

نقص الثقة بالقيادة السياسية

وأوضح أن تراجع الولايات المتحدة عن المشاركة في الحروب تعود جذوره إلى نقص الثقة بالقيادة السياسية والعسكرية، ويظهر أن التراجع ليس نتيجة للشك في القدرات العسكرية، وإنما نتيجة لقرارات سياسية قصيرة المدى وغياب التزام طويل الأمد.

وتتسم السياسة الخارجية الأميركية بالتقلبات السريعة التي تستجيب للمتغيرات السياسية الداخلية، وهو ما يتسبب في غياب استراتيجية متماسكة وطويلة الأمد، وهذا الفراغ يُضعف موقف الولايات المتحدة على الساحة الدولية ويتيح للخصوم استغلال الفوضى الناتجة عن التقلبات في السياسة الخارجية، وفقا للموقع الأمريكي.

إضافة إلى ذلك، فإن تشويه صورة المجندين العسكريين وعزلهم يزيدان من التحديات. كيف يمكن للحكومة أن تتوقع دعم الشعب للحروب عندما تنتقد أولئك الذين يتحملون عبء القتال؟ يرغب الأميركيون في النجاح، وهذا يظهر بوضوح في تطلعات الشباب نحو الخدمة العسكرية. ومع ذلك، فإن الفجوة بين الفشل الاستراتيجي للحكومة وتطلعات المجندين تجعل من الصعب تحقيق التوازن.

حروب بعيدة المنال

وأشار إلى أنه يجب الحفاظ على جيش قوي دعمًا وثقة من المواطنين، وتأكيد الحكومة لتقدير التضحيات التي يقدمها المجندون يلعب دورًا مهمًا، مبينا أن العبء الثقيل للمشاركة في حروب تبدو بعيدة المنال يعتبر عائقًا كبيرًا للشباب المفكرين في الانضمام للخدمة العسكرية.

وأوضح أنه من المثير للقلق عدم مساءلة القادة عن الفشل، فبينما يتحمل الجنود عواقب المهمات الفاشلة، يفلت المسؤولون ذوو الرتب الأعلى غالبًا من التحقيق والمساءلة، وهذا الإفلات من العقاب يعزز ثقافة الإفلات من المساءلة، ما يسهم في استمرار الأخطاء الاستراتيجية.

وختم الموقع قائلا، إن تراجع عدد الأمريكيين الذين ينضمون للجيش ويدعمون المشاركة في النزاعات العالمية لا يعكس نقص الرغبة في دعم الأعداء الأجانب أو الرغبة في العزلة، ولكنه يعكس استجابة لعقود من الإخفاقات الاستراتيجية والتدخلات القائمة على المعلومات الخاطئة، وغياب المساءلة.

ولإعادة بناء الثقة بقدرة الحكومة الأمريكية على تنفيذ حملات عسكرية ناجحة، يتعين إجراء تأمل جاد وتحقيق مسؤولية فعّالة، وهي الخطوات الضرورية التي يمكن أن تعيد الولايات المتحدة إلى مكانتها كزعيم عالمي وتحظى بدعم شعبها.

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com