لكن كلام الدكتور عبدالخالق لا ينفي أن الجغرافيا قد تفرض وجود شيء من التنافس بين بعض الموانئ التي أنشئت في المنطقة خلال الأعوام الأخيرة، خاصة في منطقة الخليج حيث تطرق دول عدة أبوابا متشابهة في مسعاها لتنويع مصادر دخلها.

يؤيد الباحث العراقي صفاء خلف هذه الفرضية، ويشير إلى تقارير كثيرة سابقة كانت قد تحدثت عن عروض قطرية وكويتية، من بين عروض أخرى، “قدمت للعراق تمويلا لمشاريع تنموية أو أطروحات لتطوير ممرات ربط بري وسككا حديدية مقابل التخلي عن فكرة ميناء الفاو الكبير”.

ويلفت خلف إلى أن المعارضة الأكبر لمشروع طريق التنمية انطلاقا من ميناء الفاو قد تأتي من الكويت، التي تخشى علي مستقبل مينائها في مبارك الكبير، والذي لا يفصله عن ميناء الفاو سوى بضعة كيلومترات.

يؤيد حمزة حداد هذا الطرح داعيا الحكومة العراقية إلى تبني سياسة خارجية تقوم على تحسين العلاقات مع الكويت وحل الأمور العالقة في ملفات الحدود والتجارة وغيرها.

وماذا عن إيران وسط هذا كله؟

يستبعد حمزة حداد أن تلعب طهران دورا معطلا في العراق الذي “بات بوابتها على العالم في ضوء استمرار العقوبات المفروضة عليها”.

بدوره يرى صفاء خلف أن عدم اعتراض إيران على المشروع قد يكون نابعا من قدرتها على الاستفادة منه مستقبلا عبر مد طرق فرعية. وبينما يشير الدكتور دومان إلى العلاقات الجيدة التي تجمع أنقرة وطهران بوصفها أساسا يمكن منه الانطلاق إلى توسيع مظلة التعاون في المنطقة، يقول الدكتور عبد الخالق عبدالله إن الدول الخليجية تراهن على تبلور مسار وطني عراقي يعمل من أجل عراق منفتح على جيرانه في الخليج والعالم العربي وليس على الجارة الإيرانية وحدها.