السوداني يدعو من الرياض لإنشاء صندوقاً لإعمار غزة ولبنان
دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الاثنين، الدول العربية والإسلامية إلى إنشاء صندوق لأعمار غزة ولبنان في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي.
وقال السوداني في كلمة له بالقمة العربية والإسلامية في المملكة العربية السعودية “العراق يجدد بقوة طرح مُبادرته نحو إنشاء صندوق عربي وإسلامي لإعمار غزة ولبنان”، مبيناً أنه “يتوجب على جميع الدول العربية والإسلامية الإسهام بواجب الإغاثة والتزامنا بإغاثة شعبنا في فلسطين ولبنان جزءٌ من إيماننا بالمسؤولية الإنسانية”.
وقدم السوداني شكره إلى ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وإلى ولي العهد محمد بن سلمان على استضافتهما لهذه القمة المهمة في هذا الوقت الحرج والحساس.
وأضاف “نقف اليوم مجدداً أمام القضيّة الفلسطينية بعنوانِها الأوسع وبمجمل تاريخها وتحوّلاتها ونكبات شعبنا الفلسطيني عبر التاريخ المُعاصر و إزاء ضياع الحقِّ والظُلم المُستمر والعدوان الذي امتدّ الى لبنان الصابر الصامد”.
وأوضح “نقف بعد مرور أكثر من سنة على ما حدث في السابع من أكتوبر اليوم الذي يصوّرهُ البعضُ أنهُ منطلق الصّراع في تغافل مُتعمّد لعقود من الاحتلال والتهجير واغتصاب الأرض والتجاوز على الشرائع الدَّولية وحقوق الإنسان وتمزيق المُقررات الأممية”.
وتابع السوداني “نقف أمام الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين وملايين النازحين جُلّهم من النّساء والأطفال، والمجتمع الدولي بمنظماته الأممية وقِواه الكبرى فشل في وقف التَصعيد ومنع الإبادة الجماعية والجريمة الّتي تتعرّضُ لها غزّة”.
ورأى السوداني أن “فشل المجتمع الدولي ساهم في تفاقم الأوضاع وتمادي العدوان ليشمل لبنان الدولة ذات السيادة”، منوهاً أن “الكيان الإسرائيلي يقترف جرائمه بأبشع صورة متجاوزا كل المواثيق والأعراف الأخلاقية والدولية، والعراق وقف وما يزال مع التهدئة وضد أشكال التصعيد”.
وذكر السوداني أن “العراق حذّر مراراً مُنذ اندلاع الأزمة في غزّة من هدف الكيان الغاصب بتوسعة ساحة الصراع وهو ما يضعنا على مشارف حرب شاملة”، لافتاً إلى أن “الحرب الشاملة تؤدي حتماً إلى عواقب اقتصادية وخيمة سيعاني الجميع منها خصوصا أنَّ المنطقة هي التي تمد العالم كلّه بالطاقة”.
وتابع رئيس الوزراء العراقي “نجدد موقفنا بإن الفلسطينيين هم أصحاب الحقِّ والقضيّة والأرضِ والقرار وليس من حق أحد أن يتنازل أو يتفق نيابة عنهم، وندعم دائماً وأبداً قيام دولة فلسطينية على كامل ترابها وعاصمتُها القدس”.
وبين السوداني “نقولها بكل بصراحة المطلوب منّا اليوم هو أن نتّجه إلى موقف قوي وحازم ذي مصداقية لإظهار إرادة توقف الحرب لإنهاء معاناة شعبينا الفلسطيني واللبناني، وآنَ الأوان أن نتحرّك وفق الثُقل الحضاري والاقتصادي والسياسي لبُلداننا مُجتمعةً في عالم تسوده التكتلاتُ والأحلاف الاقتصادية”.
وقال السوداني في نهاية كلمته “لقد آنَ لحكومات شعوبنا المتآخية أن تُنجز التنمية عبر ترسيخ القيم الاعتبارية لأكثر من مليار ونصف المليار من المُسلمين أُهينت مُقدّساتهم واستَضعَفَ الصهاينة جانِبهم فأقدموا على ما اقترفوه من جريمة تجاه فلسطين ولبنان وهُم مطمئنون إلى الإفلات من العقاب”.