معركة النفوذ في دمشق: هل يمكن تحقيق الاستقرار في سوريا؟

معركة النفوذ في دمشق: هل يمكن تحقيق الاستقرار في سوريا؟

تشهد سوريا تحولات جيوسياسية متسارعة تعكس صراع النفوذ بين القوى الإقليمية والدولية، في ظل محاولات لإعادة تشكيل المشهد السياسي والعسكري في البلاد. التطورات الأخيرة، بما في ذلك تحركات الفصائل المسلحة، التدخلات الخارجية، والجهود الدبلوماسية، تطرح تساؤلات حول إمكانية تحقيق الاستقرار بعد أكثر من عقد من الصراع.

أحد أبرز التطورات كان تعيين أحمد الشرع (المعروف بالجولاني) رئيسًا للجمهورية، وهي خطوة تُفسَّر على أنها مؤشر على اعتراف دولي بالحكومة الجديدة في سوريا. كما جاءت زيارة أمير قطر إلى دمشق لتعزز هذا الطرح، في إشارة إلى تحول في موقف بعض الدول الخليجية تجاه الوضع السوري.

في موازاة ذلك، قام الجولاني بزيارة إلى السعودية، ما يعكس رغبة الرياض في توسيع دورها الإقليمي في الملف السوري. هذه الزيارة قد تشير إلى مساعٍ سعودية لخلق توازن جديد في سوريا، خصوصًا في مواجهة النفوذ الإيراني والتركي.

عودة شخصيات مؤثرة وتحركات عسكرية

وفي تطور لافت، انتشرت شائعات حول عودة ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد، إلى سوريا، ما أثار قلق الفصائل المسلحة التي تخشى أن يؤدي هذا التطور إلى تغييرات في موازين القوى داخل البلاد.

وتزامن ذلك مع ظهور طائرات روسية في الأجواء السورية، مما زاد التوتر بين الجماعات المسلحة ودفع بعض الفصائل إلى إعادة النظر في استراتيجياتها وتحالفاتها.

ومع تصاعد هذه الأحداث، أعلنت بعض الفصائل المسلحة عن استعدادها للتواصل مع أطراف إقليمية ودولية بحثًا عن حل سياسي للأزمة السورية، في خطوة غير مسبوقة تعكس تغيرًا في مواقف بعض الأطراف الداخلية بعد سنوات من المواجهة المسلحة.

عودة اللاجئين بين الأمل والمخاوف

بالتوازي مع هذه التطورات، بدأ العديد من اللاجئين السوريين في العودة إلى مدنهم عبر الحدود مع لبنان، الأردن، وتركيا، في محاولة لإعادة بناء حياتهم وسط الآمال بتحقيق استقرار نسبي. في المقابل، اختارت مجموعة أخرى، خصوصًا من المقربين من النظام السابق، التوجه مؤقتًا إلى لبنان لمراقبة الأوضاع قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن العودة.

هل الاستقرار في سوريا ممكن؟

وفي ظل هذه التحولات السريعة، تبقى الأسئلة مفتوحة حول مستقبل سوريا، “فيما إذا كانت التحركات الإقليمية والدولية ستنجح في إرساء نظام سياسي مستقر؟ وهل ستتمكن القوى المختلفة من التوصل إلى تفاهمات تضع حدًا لسنوات طويلة من الصراع؟ وهل ستؤدي إعادة الترتيب السياسي والعسكري إلى استقرار حقيقي، أم أن البلاد ستظل ساحة لصراعات نفوذ جديدة؟”.

والأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد المسار الذي ستسلكه سوريا، وما إذا كانت ستدخل مرحلة جديدة من الاستقرار، أم أنها ستظل عالقة في دوامة الصراعات الإقليمية والدولية.

 

بقلم أحمد فاخر الساعدي _ محرر في وكالة “آخر الأخبار”

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com