أردوغان بشأن سوريا: الغارات الإسرائيلية استفزاز

أكد الرئيس التركي رجب طيب ، الأربعاء، أن أنقرة لن تسمح بفرض أمر واقع في المنطقة، وأنها لن تقبل بأي محاولة لتهديد استقرار سوريا، محذرًا من “جر الجارة إلى مستنقع جديد من عدم الاستقرار “، وفق وكالة “الأناضول”.
وفي رده على أسئلة الصحفيين على متن طائرته أثناء عودته من إيطاليا، أكد الرئيس أردوغان، فيما يتعلق بمؤتمر نظمه “المجلس الوطني الكردي” في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا قبل أيام دعا لبناء دولة “لا مركزية”، أن مسألة النظام الفيدرالي ليست سوى حلم بعيد المنال، ولا مكان لها في واقع سوريا.
وأضاف: “أنصح باتخاذ قرارات تخدم استقرار المنطقة، لا قرارات مبنية على أحلام بحكومة اتحادية في سوريا”.
وتابع: “لن نسمح بفرض أمر واقع في منطقتنا ولا بأي مبادرة تهدد أو تعرض الاستقرار الدائم في سوريا والمنطقة للخطر”.
وقال أردوغان إن “السلطات السورية أعلنت أنها لن تقبل بأي سلطة غير حكومة دمشق أو هيكل مسلح غير الجيش السوري في سوريا، وهم يواصلون عملهم في هذا الاتجاه، ولدينا نهج مماثل تجاه أمن الحدود”.
وأشار إلى أن تركيا تخدم السلام في المنطقة، “ولن تسمح بفرض أي هيكل على الجانب الآخر من حدودها سوى سوريا موحدة”.
وشدد أردوغان على أن “وحدة أراضي سوريا أمر لا غنى عنه بالنسبة لنا، ونعلم أن الحكومة السورية تتصرف أيضاً بالمنطلق نفسه”.
وأضاف: “الخيار الأمثل هو أن تعمل جميع المكونات من أجل سوريا واحدة، وأن تحشد طاقاتها وقوتها لهذا الغرض”.
وأكد أردوغان إيلاء تركيا الأولوية لتمثيل جميع المكونات في سوريا والحوار معها، كما أكد أنه من المهم للغاية أن تتجمع الفصائل المسلحة تحت سقف وزارة الدفاع السورية، وتسهم في وحدة البلاد وسلامتها.
الهجمات الإسرائيلية على سوريا
ولفت الرئيس أردوغان إلى أن هناك اتصالا وثيقا بين المسؤولين السوريين والأتراك بشأن الهجمات الإسرائيلية على أراضي سوريا.
وأضاف أن “تركيا تؤمن باتخاذ العديد من الخطوات لبناء سوريا ونهضتها، فلدينا حدود بطول 910 كيلومترات مع سوريا، ولا يمكن الاستهانة بهذا الأمر”.
وتابع: “سنقف إلى جانب سوريا بكل الوسائل المتاحة في المرحلة المقبلة، بعض التطورات السلبية هناك تُظهر ضرورة توخي الحذر الشديد”.
وأكد أردوغان أن إسرائيل تسعى لنشر الصراع والدماء والدموع في المنطقة.
وأردف: “موجة العنف والعدوان التي بدأت في المدن الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة، تتسع تدريجيا لتصل إلى لبنان وسوريا”.
وأشار أردوغان إلى أن الغارات الإسرائيلية على سوريا محاولة لتقويض المناخ الإيجابي الذي بدأ مع الإدارة الجديدة في دمشق.
وأضاف: “ما تفعله إسرائيل استفزاز غير مقبول، وسنرد بطرق مختلفة على أي محاولة لجر جارتنا سوريا إلى مستنقع جديد من عدم الاستقرار”.
وبشأن العلاقات التركية الأمريكية، أعرب أردوغان عن ثقته بأن تكسب العلاقات بين البلدين زخما متسارعا خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية.
وأضاف: “نرحب بموقف ترامب الذي يأخذ مخاوف وحساسيات تركيا في عين الاعتبار، وأرى أننا كزعيمين نفهم بعضنا البعض بشأن القضية السورية”.
وتابع قائلا: “سنلتقي مع ترامب وجها لوجه في أول فرصة، ومحادثتنا الهاتفية كانت ودية ومثمرة للغاية”.