صحيفة تركية: نزع سلاح الحشد الشعبي يتأثر بالمفاوضات الإيرانية الأمريكية

صحيفة تركية: نزع سلاح الحشد الشعبي يتأثر بالمفاوضات الإيرانية الأمريكية

ذكرت صحيفة “ديلي صباح” التركية، يوم الجمعة، أن قضية نزع سلاح الحشد الشعبي في العراق، تتأثر بمسار المفاوضات الايرانية – الامريكية، مشككة بواقعية الاقتراحات الواردة في مشروع قانون الكونغرس بشأن “تحرير العراق من ايران” وقدرة واشنطن على إزاحة نفوذ طهران من العراق.

واشار تقرير للصحيفة، أنه “بينما تتواصل المفاوضات بين ايران والولايات المتحدة، فإن هناك قضية نزع سلاح الحشد الشعبي او حتى تفكيكه والتي يمكن أن تتأثر بشكل مباشر بنتائج المفاوضات الايرانية – الامريكية، الا انها لا تتمتع بنفس الدرجة من الاهتمام”، موضحا ان “قضية مصير الحشد الشعبي، تزايدت حدتها مع بداية الولاية الثانية للرئيس ترامب، وأنه في ظل تصاعد النقاش حول مستقبل الحشد، فان الاهتمام يتزايد أيضا لمعرفة ما إذا كانت نتائج هذه المحادثات ستكون إيجابية أم سلبية”.

وشدد التقرير على “اهمية مشروع قانون جرى تقديمه في مجلس النواب الأميركي، والذي يحمل اسم قانون “تحرير العراق من إيران” ويقترح نهجا امريكيا تجاه نزع سلاح الحشد وتفكيكه باعتبار أنه جزء من رؤية أوسع، وينص على التخلص التام من النفوذ السياسي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي لإيران في العراق من خلال الحشد الشعبي، بما في ذلك من خلال اللجوء إلى ادوات ضغط متعددة ودعم الحكومة العراقية”.

ولفت الى ان “مشروع القانون الأمريكي يصنف الحشد باعتبار، انه أداة تستخدمها ايران لكسب النفوذ واثارة عدم الاستقرار في العراق، ويستهدف التخلص الكامل من الحشد، وتحجيم مكوناته، ووقف جميع العلاقات القانونية والرسمية بينه وبين الدولة العراقية ومؤسساتها الامنية”، متسائلاً عن “مدى واقعية هذا النهج المرتبط بالرؤية الأمريكية الجديدة تجاه العراق، وما اذا كانت واشنطن قادرة بالفعل على ازاحة ايران من العراق”.

ونوه إلى أن “الاهداف الواردة في مشروع القانون الأمريكي، لا تتوافق بشكل كامل مع الواقع العراقي، خصوصا بطرحه التخلص التام من تأثير الحشد في البيروقراطية الامنية والسياسية”، مؤكدا ان “الحشد رسخ نفوذه في الأمن والسياسة والاقتصاد في العراق منذ العام 2014، وليس من الممكن بهذه البساطة القضاء عليه”.

وشكك التقرير التركي بـ”واقعية الاقتراحات الاخرى الواردة في مشروع القانون بما في ذلك الضغط على الحكومة العراقية لدفعها لتصنيف الحشد، وخصوصا فصائله الموالية لايران، كمنظمات ارهابية، ووقف تمويلها، وتقييد واردات العراق من الغاز الطبيعي الإيراني، الى جانب دعم الحكومة استخباراتيا، بالاضافة الى دعم المجتمع المدني العراقي والحركات الشعبية المناهضة لإيران”.

واوضح ان “تقديم دعم استخباراتي للحكومة المركزية والاجهزة الامنية، يعكس مفارقة كبيرة”، مشيرا الى ان “الحشد والقوى المدعومة من ايران، يحظون بنفوذ قوي داخل الهياكل السياسية والامنية العراقية، ولهذا ليس من الممكن الحديث عن هيكل سياسي او أمني عراقي مستقل او محصن من نفوذ الحشد، وهو ما يجعل من الصعب تحقيق الهدف المحدد ضمن مشروع القانون، باعتبار أن الجهات التي ستقدم لها المعلومات الاستخباراتية، هي نفسها واقعة تحت نفوذ الحشد”.

واعتبر التقرير ان “خطوة امريكية نشطة كهذه قد تتسبب في تغذية مشاعر معادية لأميركا بدلا من معاداة ايران”، مضيفا انه “برغم وجود رفض شعبي لبعض ممارسات الحشد، إلا أن تدخل واشنطن المباشر قد يتم استغلاله من جانب إيران وحلفائها لتبرير موقفهم، وبالتالي يعزز من نفوذهم بدلا من تقليصه، كما أن استخدام أدوات اقتصادية و قانونية ودبلوماسية متنوعة للضغط على الحكومة العراقية من اجل حل الحش، قد يتسبب بنتائج عكسية”.

 وحذرت الصحيفة التركية في تقريرها من ان “معاقبة الحكومة العراقية قد يؤدي الى اثارة استياء شعبي، لان المواطنين العراقيين سيكونون أول من يعاني من نتائجها الاقتصادية، ما سيولد مشاعر عدائية تجاه واشنطن بدلا من كسب التعاطف الشعبي”. ولفت التقرير إلى أنه “قد يكون هناك خيارات اخرى من بينها مثلا أن تطلب واشنطن من إيران الحد من نشاط ميليشياتها في العراق”، مضيفا ان “هذا الخيار يعتبر أكثر واقعية وقابلية للتنفيذ في ظل الاوضاع الحالية في العراق، وقد يكون في الوقت نفسه، مقبولا أكثر من جانب طهران، بحيث أنه سيكون بمقدور الحشد ان يعيد تنظيمه بحيث لا يشكل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة، حتى وان لم يتم حله بالكامل، كما قد يعاد ترتيب وضعه القانوني للحد من نفوذه”.

وتابع التقرير، ان “هذا السيناريو يتطلب مبادرة من الجانب الايراني، وفي حال فشلت المفاوضات الايرانية – الامريكية او اذا لم تستجب طهران للمطالب الاميركية، فانه قد يتم البحث في الخيار العسكري ضدها، وتهاجم الولايات المتحدة المليشيات المدعومة إيرانيا في العراق، على غرار ما فعلته واشنطن سابقا، وانما بشكل اوسع هذه المرة”، مرجحا أن “تقوم واشنطن بتفويض اسرائيل للقيام بهذا الدور مثلما اشار وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين سابقا عندما أكد أن الولايات المتحدة منعت اسرائيل من شن ضربات جوية ضد الميليشيات الايرانية في العراق”.

وخلصت الصحيفة التركية، الى أن “الواقع يظهر ان الولايات المتحدة بمقدورها التأثير بشكل غير مباشر في مستقبل الحشد الشعبي في العراق، الا انه من خلال تقييم الخيارات القائمة، فانه يتضح ان النهج الأميركي الساعي الى تخليص العراق من ايران، لن يحقق نتائج ايجابية”.

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com