صحيفة: إدارة ترامب تُخفي عدد القتلى الأميركيين في اليمن

كشفت صحيفة ذي إنترسبت أن الحكومة الأميركية تتعمد إخفاء عدد الضحايا الأميركيين في الحرب غير المعلنة التي تخوضها في اليمن، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه “أمر غير طبيعي”.
في تقرير نشر في 2 مايو 2025، كتب الصحفي نيك تورس أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، رغم إعلانها عن تفاصيل الهجمات على اليمن، ترفض الإفصاح عن حجم الخسائر البشرية التي تكبدتها القوات الأميركية، معتبرًا أن هذا التعتيم يمثل “تستراً رسمياً” يستدعي المحاسبة.
وقال النائب الديمقراطي رو خانا من ولاية كاليفورنيا: “على الإدارة أن تكون شفافة بشأن عدد الضحايا الأميركيين نتيجة الهجمات على الحوثيين. كما أعمل على محاسبة الإدارة على ضرباتها غير المصرح بها في اليمن”.
وأفاد التقرير أن الولايات المتحدة أطلقت رسميًا في مارس 2025 عملية عسكرية تحت اسم “الفارس الخشن” (Operation Rough Rider)، استهدفت خلالها أكثر من 1000 موقع في اليمن، بعد عقدين من التدخل المتقطع هناك. هذه الضربات جاءت في سياق الرد على هجمات جماعة أنصار الله (الحوثيين) على سفن، بما فيها سفن تابعة للبحرية الأميركية، عقب تصاعد الحرب في غزة.
وأشار التقرير إلى حادثة سقط خلالها مقاتلة أميركية من نوع F/A-18 Super Hornet من على متن حاملة الطائرات يو إس إس هاري ترومان في البحر الأحمر، إثر مناورة حادة لتفادي هجوم حوثي. وأسفر الحادث عن إصابة أحد البحارة وخسارة الطائرة التي تبلغ قيمتها 60 مليون دولار.
من جهتها، قالت النائبة الديمقراطية براميلا جايابال من ولاية واشنطن: “ما حدث مأساة. دعونا نكون واضحين، لم يكن ينبغي لأي جندي أميركي أن يكون عرضة للخطر في اليمن. هجمات ترامب هناك غير دستورية، ويجب على الكونغرس تفعيل صلاحياته قبل وقوع خسائر جديدة”.
ورغم محاولات ذي إنترسبت للحصول على أرقام الضحايا من وزارة الدفاع الأميركية، إلا أن البنتاغون أحال الطلب إلى القيادة المركزية الأميركية CENTCOM، والتي بدورها أحالت الصحيفة إلى البيت الأبيض، دون أي رد من مكتب المتحدث باسم الرئاسة.
وأكد التقرير أن هذا الأسلوب في إخفاء المعلومات يتناقض مع ما كان معمولاً به خلال إدارة بايدن، حيث كانت تُنشر بيانات تفصيلية عن الهجمات وتبعاتها، بما يشمل عدد الإصابات في صفوف الجنود وحتى المتعاقدين المدنيين.
وعلّق إريك سبيرلينغ من منظمة “السياسة الخارجية العادلة” قائلاً: “حجب هذه المعلومات الأساسية يصعّب على الإعلام كشف التناقض بين وعود ترامب بالسلام وممارساته العسكرية. إنهم يأملون في أن يبقوا الرأي العام في الظلام عبر شن حرب جوية دون تفويض دستوري من الكونغرس”.
ورغم اعتراف المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل بخطورة هجمات الحوثيين على القوات الأميركية، إلا أن وزارة الدفاع لم تقدم إحصاءات رسمية، بل أوحت بأن هذه المعلومات قد لا تكون حتى متوفرة لديهم، حيث صرح أحد المسؤولين بأن “هذه البيانات تُتابع على مستوى القيادة القتالية فقط”.