دراسة بريطانية: فهم “الأهداب” قد يقود إلى علاج ثوري للسرطان

في تطور علمي قد يغيّر أساليب معالجة السرطان، كشف فريق بحثي بقيادة الدكتورة باربرا تانوس من جامعة برونيل البريطانية عن دور محوري لهياكل خلوية مجهرية تُعرف باسم “الأهداب الأولية” في تطور بعض الأورام السرطانية ومقاومتها للعلاج.
وبحسب الدراسة المنشورة حديثاً، فإن هذه الأهداب، التي كانت تُعتبر سابقاً مستقبلات غير فعّالة لإشارات بيئية، تبين أنها تلعب دوراً مزدوجاً؛ إذ تسهم في نمو الخلايا السليمة، لكنها تتحول في الخلايا السرطانية إلى منصات تنشيط للمسارات التي تعزز تكاثر الورم وتمنحه مقاومةً للعلاج الكيميائي.
وأوضحت الدكتورة تانوس أن “الأهداب الأولية تشبه مكعب روبيك؛ تغيير جانب واحد منها قادر على تغيير وظيفة الخلية كلياً”، مضيفة أن بعض أنواع الأورام تتخلص كلياً من هذه الهياكل، بينما تعتمد عليها أورام أخرى، خصوصاً عند تطورها لمقاومة الأدوية.
الدراسة أظهرت أن الخلايا السرطانية المقاومة للعلاج غالباً ما تحتوي على أهداب أطول وأكثر عدداً مقارنة بالخلايا المستجيبة، ما يفتح المجال أمام استراتيجية جديدة في العلاج تعتمد على استهداف الجزيئات التي تتحكم في تكوين هذه الأهداب.
وأشار الفريق إلى أن بعض الأدوية المتاحة حالياً قد تكون فعّالة في تعطيل هذه المسارات، وهو ما قد يعزز فاعلية العلاجات المستخدمة حالياً ويقلل من فرص تطور مقاومة لدى الأورام.
وأكدت تانوس في ختام الدراسة: “إذا استطعنا فهم كيفية تنظيم الأهداب لنمو السرطان، فقد نكشف أهدافاً دوائية جديدة تفتح آفاقاً لعلاجات أكثر دقة وفعالية”.