السوداني: قمة بغداد فرصة تاريخية لتجديد المشروع العربي المشترك

أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن استضافة بغداد للقمة العربية تأتي في لحظة استثنائية من التحولات الكبرى والصراعات المفتوحة والتحديات المركبة التي تمر بها المنطقة، مشدداً على أن العراق لا ينظر إلى هذا الاجتماع بوصفه بروتوكولياً، بل كـ”فرصة تاريخية” لتجديد مشروع العمل العربي المشترك واستعادة زمام المبادرة.
وقال السوداني في كلمته خلال وصوله إلى تركيا إن حكومته أدارت مرحلة معقدة اتسمت بتحديات إقليمية وضغوط متزايدة نتيجة العدوان المستمر على غزة، إلا أن العراق تمكن من الانتقال من الهشاشة إلى التماسك عبر سياسات تنموية طموحة.
وأشار السوداني إلى أن القمة تمثل تقاطعاً بين الإرادة الوطنية العراقية والطموح العربي نحو تجاوز الخلافات وبناء منظومة تعاون فعالة. كما دعا إلى تبني خطاب عربي مسؤول يستند إلى الواقعية السياسية ويحترم الخصوصيات ضمن وحدة الهدف والمصير.
وفي سياق متصل، شدد رئيس الوزراء على أن تعزيز العمل العربي يبدأ من تقوية العلاقات البينية بين الدول العربية، وتفعيل الحوار الصريح وتوحيد المواقف إزاء القضايا الدولية، لافتاً إلى أن الموقع الاستراتيجي للعالم العربي وثرواته وشبابه تمنحه فرصة للتحول إلى قوة مستقلة ومتوازنة.
وأضاف السوداني أن العدوان الإسرائيلي المتكرر والانقسامات الداخلية والتدخلات الخارجية تمثل تهديداً لإرادة الأمة، ما يستدعي إطلاق مبادرة عربية موحدة تدعم بناء الدولة الوطنية.
وفي المجال الاقتصادي، دعا السوداني إلى اعتماد نهج تكاملي يعالج الفجوات التنموية ويعزز مواجهة الأزمات الكبرى كالغذاء والطاقة، مشيراً إلى أن مشروع “طريق التنمية” العراقي هو نموذج عملي يمكن أن يشكل أساساً لشراكات اقتصادية عربية حقيقية.
وختم السوداني كلمته بالقول إن العراق لا يرى نفسه لاعباً منفرداً، بل جسر تواصل بين الأشقاء وأساس لاستعادة الثقة بالعمل العربي المشترك.