المرجع السيستاني: لا فرق بين حوزة قم والنجف

شهدت مدينة النجف الأشرف صباح اليوم الاثنين لقاءً لافتًا بين اثنين من أبرز مراجع الشيعة في العالم، حيث استقبل المرجع الديني الأعلى في العراق، آية الله العظمى السيد علي السيستاني، نظيره الإيراني آية الله العظمى عبد الله جوادي آملي، في زيارة نادرة تعكس إشارات واضحة على تقارب أكبر بين الحوزتين العلميتين في النجف وقم.
اللقاء، الذي جرى في أجواء وصفت بـ”الودية والعلمية الرفيعة”، تخلله حديث مفصل عن التحديات الفكرية والفقهية التي تواجه العالم الإسلامي، كما تناول أهمية القرآن الكريم كمصدر أساس للاجتهاد واستنباط الأحكام.
خلال اللقاء، أهدى جوادي آملي موسوعة “تفسير تسنيم”، المؤلفة من 80 مجلدًا، إلى المرجع السيستاني، الذي بدوره وصف العمل بأنه “فخر للتشيّع” معربًا عن إعجابه بالجهد العلمي المبذول في تأليفها.
وأكد السيد السيستاني في تصريح لافت أن “نظرتنا إلى حوزة قم لا تختلف عن نظرتنا إلى حوزة النجف”، في إشارة واضحة إلى تجاوز أي خلافات أو حساسيات سابقة، ومشدداً على أهمية دعم الحوزات العلمية أينما كانت.
وقال السيستاني: “المحور والأساس هو القرآن الكريم، وكل رواية يجب أن تُعرض عليه، فإن وافقته، فهي حجة، وإن خالفته، تُطرح جانبًا”، مجددًا تأكيده على مرجعية القرآن في التفكير الفقهي والعقائدي.
من جانبه، عبّر آية الله جوادي آملي عن تقديره الكبير لمقام السيد السيستاني، واصفًا إياه بـ”الأب الروحي للشعب العراقي وركيزة من ركائز الحوزات العلمية”. كما أشار إلى الدور البارز الذي لعبته مرجعية النجف في التصدي للجماعات التكفيرية وعلى رأسها تنظيم داعش.
ويأتي هذا اللقاء في وقت تشهد فيه العلاقة بين النجف وقم مرحلة من التهدئة والتنسيق، بعد سنوات من التباين في المواقف حول قضايا سياسية وفكرية، خصوصًا ما يتعلق بمبدأ “ولاية الفقيه” والانخراط في الشأن السياسي.
مراقبون يرون في هذه الزيارة مؤشرًا على تحول استراتيجي في العلاقة بين المرجعيتين، مع احتمال توسّع التعاون في مجالات التعليم الديني، وتنسيق المواقف في القضايا الإسلامية العامة.