بزشكيان: ترامب يريد إثارة الخلافات الداخلية في إيران

هاجم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مساء الأربعاء، نظيره الأمريكي دونالد ترامب، متهماً إياه بمحاولة قلب الحقائق بشأن دور بلاده في محاربة الإرهاب، ومؤكداً أن الولايات المتحدة هي من اغتالت القائد الذي واجه تنظيم “داعش” على الأرض، في إشارة إلى قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني.
ووصف بزشكيان في تصريحات من محافظة كرمنشاه غرب إيران، تصريحات ترامب ضد بلاده بأنها “أوهام ناتجة عن جهل بطبيعة الشعب الإيراني”، مضيفاً إنه “يفضل الشهاد على الموت على السرير”.
وقال الرئيس الإيراني “ترامب يزعم أن الإيرانيين سبب عدم الاستقرار في المنطقة، فهل نحن من قتل 60 ألف امرأة وطفل في غزة؟! إنهم حتى يمنعون عن الشعب الفلسطيني الماء والغذاء والدواء”.
وأضاف على مدى 47 عامًا حاولوا بكل قوتهم تركيع الشعب الإيراني، لكنهم فشلوا، ولن ينجحوا في المستقبل أيضًا”.
وفي إشارة إلى تصريحات أمريكية حول دحر تنظيم داعش، قال “من الذي أخرج داعش من المنطقة؟ هل كانت أمريكا أم قاسم سليماني ورفاقه الذين واجهوا التنظيم بأرواحهم؟! بل إن أمريكا نفسها اغتالت من هزم داعش”، مبيناً أن “التهديد الحقيقي هو من يدعم الجرائم والمجازر، لا من يقف إلى جانب الشعوب المظلومة”.
ترامب يريد إثارة الخلافات الداخلية
واعتبر بزشكيان، الهدف من التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو إثارة الخلافات الداخلية في إيران ونشر اليأس، مؤكدًا أن “كل مساعي الأعداء هي لإشعال الفتن بيننا، لكنهم يحلمون بذلك”.
وأضاف پزشکیان في خطاب جماهيري “اء هذا الشخص (ترامب) إلى المنطقة ملوّحاً بالقنابل والصواريخ، لكنه لن يرى أبداً استسلام إيران، نحن صامدون منذ آلاف السنين، وجذورنا في هذه الأرض عميقة ولا يمكن اقتلاعها”.
وتابع “يظن أنه إذا أتى وأطلق بعض الشعارات سنخاف! الشهادة عندنا أَحبُّ من الموت على السرير، لن نركع أمام أي قوة متغطرسة. سواء صالَحونا أو لم يفعلوا، نحن من سيبني هذا البلد، وسنحل قريبًا مشاكل الماء والكهرباء والغاز.”
في إطار جولته الخليجية، جدد ترامب دعوته للتوصل إلى اتفاق مع إيران، معرباً عن أمله في أن تنجح الجهود الدبلوماسية، لكنه وصف إيران بأنها “القوة الأكثر تدميرًا في الشرق الأوسط”، وهو ما قوبل برد حاد من وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم، بياناً شديد اللهجة دانت فيه التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي، ووصفتها بأنها “مزاعم كاذبة، تفرقة خبيثة، وتضليل متعمد”، مؤكدة أن الهدف منها التغطية على الجرائم الإسرائيلية في المنطقة.
وقالت الوزارة إن “الرئيس الأمريكي، في تصريحاته يوم الثلاثاء، حاول تحميل إيران مسؤولية ما تشهده المنطقة من أزمات، في وقت يمارس فيه الكيان الصهيوني، بتفويض أمريكي، أبشع أنواع الإبادة الجماعية الاستعمارية بحق الفلسطينيين”.
وأكدت الخارجية الإيرانية أن “هذا التشويه المتعمد للحقائق يهدف إلى حرف الأنظار عن كارثة الإبادة في غزة وجرائم الاحتلال في لبنان وسوريا واليمن، ويكشف عن سياسة أمريكية مخادعة ومهينة تجاه شعوب المنطقة”.