السوداني في القمة العربية الـ34: فلسطين جوهر الصراع و18 مبادرة عراقية لدعم الاستقرار والإعمار العربي

أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في كلمته أمام القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة في بغداد، أن العراق يرحب بضيوف القمة باسم شعبه، ويضع الشراكة والتعاون الإقليمي في صلب سياسته الخارجية. وأشار إلى أن رؤية العراق لإنهاء الأزمات تنطلق من دعم الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه الكاملة ووقف العدوان الإسرائيلي المستمر، معتبراً أن ما يجري في غزة هو “إبادة جماعية غير مسبوقة في التاريخ الحديث”.
وشدد السوداني على رفض العراق التام لعمليات التهجير القسري للفلسطينيين، داعياً إلى إيقاف المجازر في غزة والاعتداءات في الضفة الغربية، وفتح الممرات الإنسانية العاجلة. وقال: “كلنا رأينا صور الأطفال المصطفين بالمئات من أجل رغيف خبز… ماذا ستسجل ذاكرة هذا الجيل من ألم وظلم؟”
ودعا السوداني إلى تفعيل دور وكالة الأونروا في غزة والضفة، مؤكداً دعم العراق لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان، وإدانة الاعتداءات على سيادة هذا البلد، كما جدد موقف بغداد الثابت في دعم وحدة سوريا ورفض أي تدخل خارجي في أراضيها، مثمناً قرار واشنطن رفع العقوبات عن دمشق.
وفي ما يتعلق بالأزمات الإقليمية، أكد السوداني دعم العراق لوحدة اليمن وإنهاء الصراع فيه، وشدد على أهمية الحوار في ليبيا والسودان، مجدداً ترحيب بغداد بالمفاوضات الأمريكية الإيرانية كطريق نحو التهدئة والتعايش.
وأعلن السوداني عن ثماني عشرة مبادرة عراقية لتعزيز العمل العربي المشترك، أبرزها تأسيس الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار بعد الصراعات، مشيراً إلى أن العراق سيساهم بـ20 مليون دولار لإعمار غزة و20 مليون دولار لإعمار لبنان.
وختم كلمته بالقول: “قمتنا اليوم ليست مجرد لقاء، بل بداية مشروع نأمل أن يشكل انطلاقة جديدة نحو مستقبل يليق بشعوبنا وتطلعات أجيالنا”، مؤكداً أن بغداد ستظل حاضرة بقيمها ودورها في صناعة الحلول ومواجهة التحديات.