انطلاق أعمال القمة العربية التنموية في بغداد والسوداني يؤكد: الموارد البشرية أثمن أرصدتنا

انطلقت اليوم في العاصمة بغداد أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، بمشاركة قادة وممثلين عن الدول العربية، حيث تسلم العراق رسمياً رئاسة القمة من لبنان.
ورحب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالمشاركين، قائلاً: “أرحب بكم في بلدكم الثاني العراق، ومن دواعي سرورنا أن تنعقد القمة التنموية في بغداد، مدينة التاريخ والحضارة”.
وأكد السوداني في كلمته الافتتاحية أن “العمل العربي المشترك هو المسار الذي ترتقي من خلاله شعوبنا ودولنا”، مشيراً إلى أن الموارد البشرية تمثل أثمن أرصدة الدول العربية، وينبغي استثمارها في مشاريع تنموية مستدامة.
*مقترح بآلية عربية للتقييم التنموي*
وفي إطار تعزيز العمل المشترك، أعلن السوداني عن مقترح عراقي بإنشاء آلية عربية مشتركة لتقييم الأداء التنموي، ترتكز على مؤشرات اقتصادية واجتماعية موحدة، تهدف إلى قياس فاعلية المشاريع التنموية في الدول الأعضاء.
ووصف رئيس الوزراء القمة بأنها “منصة استراتيجية لترسيخ الشراكات العربية”، مؤكداً أهمية التكامل الاقتصادي والتنموي بين الدول العربية لمواجهة التحديات وتحقيق تطلعات الشعوب في النمو والاستقرار.
العراق يعلن “مبادرة العهد الإصلاحي العربي القادم”
وأعلن السوداني عن إطلاق مبادرة “العهد الإصلاحي العربي القادم”، مؤكداً التزام العراق بتعزيز التعاون العربي في مجالات الإصلاح والتنمية الشاملة.
وقال: “أطلقنا في العراق حزمة إصلاحات مالية ومشاريع تنموية كبرى، ودعمنا قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم، وهي تجربة نضعها اليوم أمام أشقائنا العرب كجزء من التزامنا بالعهد الإصلاحي المشترك”.
*89 مليار دولار استثمارات عربية في العراق خلال عامين*
وكشف رئيس الوزراء عن حجم الاستثمارات العربية في العراق خلال العامين الماضيين، قائلاً: “بلغت الاستثمارات من الدول العربية 89 مليار دولار، ما يعكس الثقة المتزايدة بالبيئة الاقتصادية العراقية والفرص الواعدة التي يوفرها البلد”.
وأضاف أن “طريق التنمية”، وهو المشروع الاستراتيجي الذي تتبناه الحكومة العراقية، “يشتمل على فرص تنموية واقتصادية كبيرة ليس للعراق فقط، بل للمنطقة بأسرها، ويُمكن أن يشكل بوابة لتعزيز الترابط الاقتصادي العربي مع محيطه الإقليمي والدولي”.
وتأتي هذه التصريحات في سياق توجهات العراق لتعزيز مكانته كمركز اقتصادي إقليمي، وتحقيق التكامل العربي من خلال مشاريع استراتيجية عابرة للحدود في مجالات الطاقة، والنقل، والتكنولوجيا، والتنمية البشرية.