دبلوماسية أمريكية سابقة: غزو العراق جريمة حرب دمّرت شعبًا بأكمله

دبلوماسية أمريكية سابقة: غزو العراق جريمة حرب دمّرت شعبًا بأكمله

في خطاب حاز تفاعلًا لافتًا داخل قاعة مناظرات جامعة كامبريدج البريطانية، شجبت العقيد الأمريكية المتقاعدة والدبلوماسية السابقة “آن رايت” غزو العراق عام 2003، واصفة إياه بأنه “جريمة حرب خطيرة ارتُكبت باسم الديمقراطية”، مؤكدة أن التدخل الأمريكي دمّر البنى التحتية للدولة العراقية، وتسبب في مقتل وتشريد الملايين، وفتح الباب أمام ولادة تنظيمات متطرفة مثل داعش.

وقالت رايت، التي استقالت من السلك الدبلوماسي الأمريكي احتجاجًا على غزو العراق، إن ما جرى لم يكن “تدخلًا من أجل الحرية”، بل “حربًا عدوانية لم تُقرّها الأمم المتحدة، أُشعلت بأكاذيب عن أسلحة دمار شامل لم تكن موجودة أصلًا”.

“العراق تحوّل إلى ساحة خراب بسبب أطماع واشنطن”
وأكدت أن الولايات المتحدة، بتحالفها مع بريطانيا ودول غربية أخرى، “حطمت دولة كاملة”، وخلّفت ما وصفته بـ”الفوضى المستدامة” في العراق، موضحة أن البنية التحتية من كهرباء ومياه ومستشفيات ومدارس تحوّلت إلى أنقاض، بينما انهارت مؤسسات الدولة بفعل سياسات الحلّ والاجتثاث والخصخصة المفروضة.

وأضافت: “الجيش الأمريكي دخل العراق دون أي تخطيط حقيقي لإعادة بناء الدولة، بل كانت النية واضحة: السيطرة على الموارد، خصوصًا النفط، وإعادة تشكيل المنطقة بما يخدم المصالح الغربية”.

جرائم في الفالوجة وأبو غريب
وتحدثت رايت مطولًا عن الانتهاكات التي ارتكبها الجيش الأمريكي، مشيرة إلى الهجمات على مدينة الفالوجة عامي 2004 و2005، حيث اُستخدمت أسلحة تحتوي على اليورانيوم المنضّب والفوسفور الأبيض، مما أدّى إلى ارتفاع معدلات السرطان والتشوّهات الخَلقية، وفق تقارير طبية موثّقة.

كما أشارت إلى فضيحة سجن “أبو غريب”، واصفة إياها بأنها “نقطة سوداء في التاريخ العسكري الأمريكي”، وقالت: “الصور التي خرجت من هناك كشفت عن وجه الاحتلال الحقيقي: التعذيب والإهانة وانتهاك الكرامة الإنسانية”.

العراق بعد الغزو: عنف، طائفية، وولادة داعش
وأوضحت أن الاحتلال الأمريكي أسهم في تأجيج الصراعات الطائفية داخل العراق، من خلال حل الجيش السابق وتهميش فئات اجتماعية كاملة، وهو ما مكّن لاحقًا تنظيم داعش من التمدد. وقالت: “باسم محاربة الإرهاب، خلقنا ظروفًا ولّدته. العراق يدفع ثمن تلك السياسات الكارثية حتى اليوم”.

رسالة تحذير من تكرار المأساة
وختمت رايت كلمتها بالقول: “أين كانت محكمة الجنايات الدولية حين غزونا العراق دون تفويض؟ لماذا لم يُحاسَب أحد؟ إن صمت العالم على ما جرى هناك هو ما يجعل الحروب القادمة ممكنة”.

ودعت الجيل الجديد إلى “رفع الصوت ضد التدخلات العسكرية التي تُنفذ تحت لافتات كاذبة، بينما تسحق شعوبًا بأكملها، كما حصل في العراق”.

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com