وزير الخارجية العراقي في منتدى طهران: أمن العراق من أمن المنطقة

شارك وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في اليوم الثاني من منتدى حوار طهران 2025/1404، مشيراً إلى أن علاقات العراق مع إيران لطالما كانت “وثيقة ومستمرة”، حيث أكد أنه يزور طهران “مرة واحدة على الأقل سنوياً”، في إطار تبادل مستمر للزيارات بين مسؤولي البلدين.
وفي كلمته أمام المنتدى، شكر حسين نظيره الإيراني عباس عراقجي على دعوته لحضور اللقاء، واعتبر أن الحوار الإقليمي “ضرورة حتمية”، خصوصاً في ظل الأزمات التي تعيشها المنطقة.
الأزمة السورية وتأثيرها على العراق
أشار فؤاد حسين إلى أن الوضع في سوريا شأن داخلي سوري، مشدداً على احترام بلاده لإرادة الشعب السوري. لكنه أكد أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في سوريا والعراق مترابطة، ما يجعل من الضروري التعاون مع دمشق، قائلاً:
“نحن مستعدون دائماً للتعاون مع الحكومة السورية”.
وتحدث عن تشابه التجربة التاريخية بين البلدين تحت حكم أنظمة بعثية فردية، مؤكداً أن “سوريا بحاجة إلى مسار سياسي شامل لتحقيق الاستقرار”، في ظل وجود قوات أجنبية متعددة داخل أراضيها، ما يجعل الحل العسكري مستحيلاً.
بغداد وسيط الحوار الإقليمي
أكد وزير الخارجية العراقي أن بغداد باتت منصة للحوار الإقليمي، مشيراً إلى أن محادثات إيران والسعودية، وإيران ومصر، وكذلك إيران والأردن، انطلقت جميعها من العاصمة العراقية. وقال:
“تعلمنا من تجربة الحكم الفردي والبعثي، ولن نعود إليها. نحن نؤمن بالحوار لحل النزاعات”.
قمة الجامعة العربية في بغداد: دليل على استقرار العراق
وفي حديثه عن قمة الجامعة العربية التي استضافتها بغداد مؤخراً، أوضح حسين أن الاجتماع أكد “عودة العراق إلى دوره الطبيعي في العالم العربي”، مضيفاً أن الحضور العربي الواسع “عكس ثقة الدول العربية باستقرار العراق”.
وتابع: “العراق اليوم يرأس الجامعة العربية لعام كامل، ونحن نعمل على تقديم مبادرات لحل أزمات مثل ليبيا، السودان، واليمن”.
الأمن أساس التنمية.. وتجربة العراق مع الإرهاب
استعرض حسين مراحل المواجهة مع الإرهاب في العراق، من الاقتتال الطائفي إلى مواجهة القاعدة، وصولاً إلى هزيمة داعش، وقال:
“استعدنا ثلث أراضينا التي سيطر عليها التنظيم، وبدأنا مسيرة إعادة الإعمار.”
وحذر من أن أمن العراق لا يمكن فصله عن أمن سوريا ولبنان وإيران والأردن والخليج، قائلاً: “لا يمكن تصور عراق مستقر في منطقة مضطربة.”