لماذا تبدو المفاوضات الإيرانية–الأمريكية معقدة؟

لماذا تبدو المفاوضات الإيرانية–الأمريكية معقدة؟

تشير مصادر مطّلعة على مسار المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة إلى وجود مجموعة من العوامل التي تُعقّد فرص التوصل إلى اتفاق، أبرزها الطابع المتشدد للشروط الأمريكية، وغموض ما يمكن أن تحققه إيران في المقابل، في ظل تصاعد الضغوط الاقتصادية.

وبحسب تصريح أحد الدبلوماسيين الإيرانيين، فإن الولايات المتحدة قدّمت ستة شروط تُعدّ “شديدة القسوة” وتشمل: تصفير مشروع التخصيب، تفكيك أجهزة الطرد المركزي، إخراج مخزون اليورانيوم المخصّب من إيران، مراقبة شاملة ودائمة، تفتيش مباشر من قبل مفتشين أمريكيين، واستمرار عمليات التفتيش لفترة قد تصل إلى 20 أو 30 عاماً.

ووصف المصدر شرط التفتيش الأمريكي بأنه “الأكثر إذلالاً”، مشيراً إلى أن قبول أيّ من هذه الشروط بمفرده يُعدّ “تنازلاً كبيراً” يصعب على طهران تحمّله، لا سيما وأن بعضها يتناقض مع شعارات سابقة مثل “الطاقة النووية حقّنا المسلم”.

وعلاوة على ذلك، فإن الغموض الذي يكتنف المقابل الأمريكي المحتمل يجعل الموقف التفاوضي الإيراني أكثر حرجاً، إذ لم يتضح ما هي “الامتيازات الصغيرة” التي قد تحصل عليها إيران مقابل “تنازلات كبرى”، سوى بعض الانفراجات المالية المحدودة والمؤقتة، في مقابل ما اعتُبر منح واشنطن نحو 90 نقطة مقابل 10 فقط لطهران.

ويظهر من نبرة المسؤولين الإيرانيين أن أجواء المفاوضات الأخيرة كانت “رهيبة وثقيلة”، وفقاً لأحد المراقبين الذين أشاروا إلى أن ممثل إيران بدا متردداً، بطيء الحديث، ويفتقر إلى التفاؤل الذي ظهر في جولات سابقة.

وفي الخلفية، تبرز الضغوط الاقتصادية الشديدة باعتبارها العامل الأكثر تأثيراً في الموقف الإيراني. إذ تُواجه طهران وضعاً اقتصادياً “خرج عن السيطرة” بحسب توصيف المصدر، مما يجعلها في موقع تفاوضي صعب دون أن تملك أوراقاً كافية لتعويض تلك الخسائر أو مواجهة التحديات المفروضة.

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com