الضوضاء تحاصر البغداديين من كل اتجاه

في مشهد يتكرّر يوميًا، تتحول شوارع العاصمة بغداد إلى ساحة ضوضاء مفتوحة، حيث تتداخل أصوات منبّهات السيارات، وعوادم الدراجات النارية، وصراخ مكبّرات الصوت التي يستخدمها الباعة الجوالون، لتخلق بيئة طاردة للسكينة والاستقرار.
“نعيش في ساحة حرب صوتية”
المواطن سعد رشيد وصف المشهد بقوله:”الأصوات الصاخبة التي لا تتوقف ليل نهار باتت شكلاً من أشكال التلوّث الذي يُنهك الأعصاب”. وأضاف: “بدلاً من بيئة تُعزز الراحة النفسية، وجدنا أنفسنا في معركة ضجيج يومية”.
أما المواطن همام عباس، فقد ذهب إلى وصف أكثر حدّة: “ما نتعرض له هو تنمّر صوتيّ صريح، الجميع يتبارى في رفع الصوت بلا مراعاة لأحد… حان الوقت لتفعيل القوانين الرادعة ضد هذا العبث”.
قوانين موجودة.. والتطبيق غائب
الحقوقي ناصر عمران أكّد أن التلوّث الضوضائي ليس خارج دائرة القانون، مشيرًا إلى أن المشرّع العراقي شرّع قانون السيطرة على الضوضاء رقم 41 لسنة 2015، فضلًا عن المادة 495/ثالثًا من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969، التي تفرض عقوبة الحبس أو الغرامة على من يصدر أصواتًا مزعجة عمدًا أو إهمالًا.
لكنّ عمران أشار إلى أن التحدي الحقيقي هو في التطبيق، مؤكدًا ضرورة تعزيز الدور الرقابي والتوعوي لخلق بيئة أكثر هدوءًا وصحة.