إسرائيل تشعر بتداعيات اتفاق وقف إطلاق النار بين ترامب والحوثيين

قال موقع “بوليتيكو” الأمريكي، اليوم السبت، أنه رغم نجاح اتفاق وقف إطلاق النار بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجماعة الحوثيين في اليمن، إلا أن هذا الاتفاق لم يمنع استمرار الهجمات الصاروخية من قبل الحوثيين على إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة الرئيسية في الشرق الأوسط.
وأشار الموقع في تقرير له ترجمته “آخر الأخبار”، إنه “في أحدث الهجمات، أطلق الحوثيون مساء الخميس صاروخًا باليستيًا باتجاه إسرائيل، في سادس محاولة من نوعها خلال أسبوع واحد، وقد تم اعتراضه بنجاح من قبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية. جاء ذلك بعد أيام من تنفيذ إسرائيل لغارة جوية على مواقع الحوثيين في اليمن”.
وقال أحد المسؤولين السابقين في إدارة ترامب قال لموقع “NatSec Daily”: “إسرائيل ليست بمنأى عن سياسة ‘أمريكا أولاً’. هذا الاتفاق تم بناء على مصالح أمريكية بحتة”.
ونقلت موقع بوليتيكو عن مسؤول أمريكي قوله إن إدارة الرئيس دونالد ترامب اختارت “أقل الخيارات سوءًا” بالتوصل إلى وقف إطلاق نار مع جماعة الحوثيين، معتبرًا أن هذه الخطوة تُمثل إنهاءً لمعركة “لا نهاية لها” تستنزف الموارد العسكرية الأمريكية.
وأوضح المسؤول أن الإدارة قررت وقف إنفاق الأموال واستخدام الذخائر المتطورة في مواجهة جماعة لن تتوقف عن مهاجمة إسرائيل أبدًا، مضيفًا:
“الحوثيون لن يوقفوا هجماتهم على إسرائيل، وكان من الأفضل تركيز الجهود الأمريكية على معالجة الأسباب الجذرية وراء هذه الهجمات، بدلًا من الانخراط في صراع مفتوح”.
ويشير ذلك إلى تغير في استراتيجية إدارة ترامب الثانية، التي يبدو أنها تسعى لتخفيف العبء العسكري في الشرق الأوسط، مع التركيز على ملفات أوسع مثل التهدئة في غزة والاتفاق النووي مع إيران.
وفي سياق منفصل، ذكرت صحيفة واشنطن بوست نقلًا عن مصادر مطلعة أن البيت الأبيض يضع اللمسات الأخيرة على أوامر تنفيذية تهدف إلى منع بيع الطائرات المسيّرة الصينية داخل الولايات المتحدة، في خطوة يُتوقع أن تُصعّد التوترات التجارية والتكنولوجية بين واشنطن وبكين.
من جهتهم، أعربت جهات داعمة لإسرائيل، مثل معهد الأمن القومي اليهودي، عن انزعاجها من غياب أي شروط في الاتفاق تلزم الحوثيين بوقف الهجمات على إسرائيل، معتبرة أن ذلك يعكس “شرخًا” يمكن أن تستغله إيران وحلفاؤها.
في المقابل، دافع مسؤولون أمريكيون — حاليون وسابقون — عن الاتفاق، موضحين أن الحوثيين لن يتوقفوا عن مهاجمة إسرائيل حتى في حال إدراج شروط بذلك، وأن وقف النزيف العسكري الأمريكي كان أولوية. كما أشاروا إلى أن الجهود الأمريكية ستُركّز على معالجة جذور الصراع، عبر الدفع نحو تهدئة في غزة والتوصل إلى تفاهم مع إيران بشأن ملفها النووي.
يذكر أن الحوثيين علّقوا هجماتهم مؤقتًا خلال الهدنة بين إسرائيل وحماس في يناير الماضي، لكنهم استأنفوا إطلاق الصواريخ في مارس، مع استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. وقال أحد مسؤولي إدارة ترامب السابقين:
“الحوثيون يريدون إثبات مكانتهم في محور المقاومة… والجميع فشل في كسرهم عسكريًا على مدار عقد من الزمن”.
ورغم عدم صدور تعليق رسمي من مجلس الأمن القومي الأمريكي أو السفارة الإسرائيلية في واشنطن، إلا أن محللين حذروا من أن عدم كبح جماح الحوثيين قد يمنحهم المزيد من الهيبة والدعم في المنطقة، إذ يُظهرون قدرتهم على تحدي إسرائيل والولايات المتحدة والبقاء صامدين.
وقال جون ألترمان، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية:
“من وجهة نظر الحوثيين، هم يثبتون أنه يمكنك مواجهة أمريكا وإسرائيل والبقاء واقفًا… وهذا يمنحهم قدرًا هائلًا من المصداقية”.
في ظل هذه التطورات، تبقى إسرائيل في موقف الدفاع، وسط تساؤلات عن تكلفة استبعادها من اتفاقات مصيرية تُبرم على حدودها.