جامع النوري الكبير يصدح بالتكبيرات مجددا في أول صلاة عيد منذ تدميره

جامع النوري الكبير يصدح بالتكبيرات مجددا في أول صلاة عيد منذ تدميره

بعد غياب دام سبع سنوات، شهد جامع النوري الكبير في مدينة الموصل، اليوم الخميس، أول صلاة عيد منذ تدميره عام 2017، في لحظة تاريخية احتفى بها الأهالي كرمز للنهضة والصمود بوجه الإرهاب.

وشكل المشهد الاستثنائي، الذي احتضنته أروقة الجامع العائد للحياة، مناسبة استثنائية لأهالي المدينة، الذين توافدوا إلى المسجد العريق وهم يستعيدون ذكريات مؤلمة عن لحظة انهياره، ويحتفلون اليوم بعودته.

أعيد ترميم الجامع ضمن مشروع “إحياء روح الموصل” الذي أطلقته منظمة اليونسكو عام 2018، بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة، ودعم من الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول، واستغرق العمل سنوات من التوثيق الدقيق لكل حجر واستخدام مواد إنشائية مماثلة لما استخدم في البناء الأصلي.

وفي مطلع عام 2025، أعلنت اليونسكو استكمال إعادة الإعمار وتسليم الجامع إلى مديرية أوقاف نينوى، استعدادا لافتتاحه أمام المصلين.

وقال يوسف العبد ربه، مدير أوقاف نينوى، في تصريح للصحيفة الرسمية تابعته وكالة اخر الاخبار، إن افتتاح الجامع يمثل “لحظة كرامة وفرح لأهالي الموصل”، مؤكدا أن الجامع أصبح شاهدا على قدرة المدينة على النهوض من تحت الركام.

وتفاعل سكان المدينة القديمة مع الحدث بتأثر كبير، واعتبروا الصلاة في الجامع رمزا لاستعادة روح الموصل، حيث عادت الحياة إلى شوارعها القديمة، وتفتحت الأسواق والمحلات وسط أجواء من الفرح والأمل.

ويعد جامع النوري الكبير، الذي يعود بناؤه إلى القرن الثاني عشر، أحد أبرز معالم المدينة التاريخية، وتميز بمئذنته الشهيرة “الحدباء” التي كانت رمزا للموصل، قبل أن تفجره عصابات داعش الإرهابية في حزيران 2017 خلال معركة تحرير المدينة.

إعادة افتتاح الجامع، بحسب المتابعين، تمثل رسالة واضحة على قدرة الموصل على تجاوز مآسيها، والانتصار على محاولات الطمس والتدمير، واستعادة هويتها الحضارية والإيمانية من قلب الركام.

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com