نقابات العمال الأمريكية ترفع صوتها ضد تهديدات الذكاء الاصطناعي على وظائفهم
بدأت نقابات العمال الأمريكية تنظيم جهودها لمواجهة تهديدات الذكاء الاصطناعي على الوظائف البشرية، حيث أكدت أن هذا التحول التكنولوجي قد يهدد بفقدان آلاف الوظائف، وتطالب الشركات بتطبيق الشفافية في استخدام هذه التقنيات.
آرون نوفيك، أحد الأركان البارزة في نقابة “أمازون”، قال إن “إحدى وسائلنا الوحيدة للضغط كعاملين هي الامتناع عن العمل”، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يشكل تهديدا وجوديا للعمال البشريين. وأضاف “ماذا سيحدث إذا حرمنا من ذلك؟”، في إشارة إلى احتمال استبدال البشر بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
منذ الستينيات، أدى التقدم التكنولوجي إلى تقليص عدد العاملين في العديد من القطاعات، لكن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمثل نقلة نوعية؛ حيث يتوقع أن يغير بشكل جذري دور البشر في مختلف المجالات. في هذا السياق، حذر الرئيس التنفيذي لشركة “أنثروبيك”، مبتكرة برنامج “كلود”، من أن الذكاء الاصطناعي قد يتسبب في القضاء على نصف الوظائف التي تتطلب مهارات منخفضة، ما يؤدي إلى زيادة معدلات البطالة بنسبة قد تتراوح بين 10% و 20%.
وفي قطاع النقل، أكد بيتر فين، عضو نقابة “تيمسترز” لسائقي الشاحنات، أن “الاستعاضة عن العمال بالذكاء الاصطناعي وتقليص الوظائف يشكلان مصدر قلق بالغ، ليس فقط لأعضاء النقابة، بل للجميع”. النقابة تشعر بقلق إضافي إثر رفض حاكم ولاية كاليفورنيا مشروع قانون يهدف إلى حظر الشاحنات ذاتية القيادة على الطرق العامة، وهو مشروع يعارضه العديد من القادة السياسيين في الولايات المتحدة.
على المستوى الفيدرالي، كانت وزارة العمل الأمريكية قد أصدرت في أكتوبر 2024 توصيات تشجع الشركات على التواصل بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي وإشراك الموظفين في مناقشاته الاستراتيجية. لكن بعد فترة قصيرة من توليه منصبه، ألغى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الأمر التنفيذي الذي كان يشكل الأساس لهذه التوصيات.
وفي الوقت نفسه، تسعى بعض النقابات لتحقيق حماية ضد استخدام الذكاء الاصطناعي في المفاوضات الجماعية مع الشركات، حيث نجحت نقابتا “آي إل إيه” لعمال الموانئ و”ساغ-أفترا” لممثلي هوليوود في فرض شروط لحماية حقوق الأعضاء.
لكن في معظم الحالات، فإن حركة النقابات تواجه تحديات كبيرة، حيث لا تمتلك القوة التفاوضية اللازمة على مستوى القطاع، ويشدد الخبراء على ضرورة العمل بشكل تدريجي في كل شركة على حدة. وفي هذا السياق، أكدت الأستاذة في جامعة كورنيل، فيرجينيا دولغاست، أن العمال “لا يسعون إلى وقف زحف التكنولوجيا، بل إلى إيجاد طرق لضبطها بشكل عادل”.
