تقرير أمريكي: العراق يعود بهدوء لسوق الطاقة وسط هشاشة سياسية

تقرير أمريكي: العراق يعود بهدوء لسوق الطاقة وسط هشاشة سياسية

أفاد تقرير أمريكي بأن العراق يشهد “عودة هادئة” إلى الساحة العالمية للطاقة، لكنه لا يزال يواجه تحديات مؤسسية وتقلبات سياسية تهدد بتحويل مكاسبه النفطية إلى نفوذ اقتصادي مستدام.

وذكر التقرير لموقع “إنترناشيونال بوليسي دايجست”، أن “العراق يعيد ضبط دبلوماسيته الطاقوية في ظل مرحلة جديدة من تقلبات سوق النفط، ناجمة عن تحولات في التحالفات الجيوسياسية والطلب المتغير وتسارع التحول إلى الطاقة النظيفة”.

وأوضح التقرير أن “بغداد تسعى لتنويع شراكاتها من خلال اتفاقات مع الصين والهند وفرنسا، في مسعى للتوازن بين الشرق والغرب”، مشيرا إلى أن “هذا الجهد يصطدم بمعضلة هشاشة المؤسسات الداخلية واستمرار التوتر السياسي”.

وبيّن أن “اعتماد العراق الكبير على النفط جعله عرضة للصدمات الاقتصادية، كما دفع عدم الاستقرار السياسي المتواصل كثيرًا من الشركات الغربية إلى التردد في ضخ استثمارات طويلة الأجل”.

وأوضح أن “العراق اتجه نحو آسيا وأوروبا لتثبيت موقعه الجيوسياسي، إذ برزت الصين كأكبر شريك نفطي باستيراد مليون و190 ألفبرميل يومياً، أي ثلث صادرات العراق، رغم عدم انضمام بغداد رسمياً لمبادرة (الحزام والطريق)”.

و أشار إلى أن “الهند، ثالث أكبر مستهلك للنفط عالمياً، تجاوزت السعودية في مشترياتها من النفط العراقي خلال عام 2024، بينما وقعت فرنسا اتفاقاً مع العراق يشمل تطوير البنية التحتية الشمسية، عبر شركة (توتال إنرجي)”.

ولفت التقرير إلى أن “إيران وتركيا ما تزالان تؤثران على مشهد الطاقة العراقي، إذ استخدمت طهران ملف الكهرباء كورقة ضغط سياسي، بينما ما زال خط كركوك-جيهان النفطي معطلاً منذ عام 2022 بسبب خلافات قانونية”.

وأردف أن “دبلوماسية الطاقة العراقية توسعية من جهة، لكنها مقيّدة داخلياً بفعل الانقسامات السياسية والتبعية الاقتصادية، ما يعيق تطبيق رؤى طويلة الأمد، رغم أن خطة الحكومة للأعوام الخمسة القادمة تدعو إلى تنويع اقتصادي أوسع”.

وختم التقرير أن “نجاح العراق في تحويل دبلوماسية النفط إلى نفوذ اقتصادي وجيوسياسي مرهون بإصلاح مؤسسات الدولة”، لافتا إلى أن “بغداد باتت تتحرك كلاعب مقصود، لا مجرد مصدر سلبي في مستقبل سياسة الطاقة العالمية”.

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com