مندوب العراق في مجلس الأمن: تصعيد خطير يهدد الأمن الإقليمي والدولي

حذّر مندوب العراق لدى مجلس الأمن الدولي، عباس كاظم عبيد الفتلاوي، من أن منطقة الشرق الأوسط تمرّ بتصعيد خطير يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، معربًا عن قلق بغداد إزاء التطورات العسكرية المتسارعة، وفي مقدمتها الهجوم العسكري على المنشآت النووية الإيرانية.
وفي كلمة ألقاها خلال جلسة طارئة عقدها المجلس، أكد الفتلاوي أن “العراق يتحدث بصوت معتدل ويدين بشدة الهجوم الأخير الذي استهدف منشآت نووية في إيران”، مشيرًا إلى أن ما جرى يمثل “تصعيدًا مباشرًا وخطيرًا للسلم والأمن الإقليميين”.
وأضاف أن هذا النوع من العمليات “يؤدي إلى اتساع رقعة الصراع، ويفتح الباب أمام دخول أطراف إقليمية ودولية أخرى”، محذرًا من أن “ما شهدته المنطقة يمثل اختبارًا حقيقيًا للنظام الدولي، ويضع ميثاق الأمم المتحدة أمام تحدٍ كبير قد يفتح الباب أمام فوضى عسكرية في المنطقة”.
وأكد المندوب العراقي أن استهداف المنشآت النووية “يشكل سابقة خطيرة تتعارض مع مبادئ نظام عدم الانتشار النووي وتقوّض الجهود الدبلوماسية، وتدفع المنطقة نحو مسار شديد الخطورة”. وأضاف أن مثل هذه الهجمات قد تؤدي إلى “تسربات إشعاعية كارثية تهدد الإنسان والبيئة، وتمتد آثارها عبر الحدود”، محذرًا من “عواقب بيئية جسيمة قد تنجم عن أي خلل في المنشآت المستهدفة”.
وأوضح الفتلاوي أن “هذا التطور العسكري الضخم ضيّق المساحة الزمنية أمام أي حل سلمي”، داعيًا المجتمع الدولي إلى “التحرك الفوري لإعادة تفعيل مسارات الحوار ووقف دوامة التصعيد”.
وتابع أن “المنطقة شهدت خلال العقود الماضية موجات متكررة من التوتر وانعدام الاستقرار، لكننا اليوم نواجه خطر اندلاع حرب إقليمية شاملة، تترافق مع انتهاك سيادة الدول وتداعيات اقتصادية تهدد استقرار المنطقة وسلامة سلاسل الإمداد والممرات المائية الدولية”.
وفي ختام كلمته، أكد المندوب العراقي أن العراق “يتأثر بشكل مباشر بهذه التطورات، وقد سجل بالفعل خروقات متكررة من أطراف النزاع”، مشددًا على أن “هذا يُعد انتهاكًا واضحًا لقواعد القانون الدولي”. وأكد أن العراق “يرفض استخدام أراضيه أو مجاله الجوي في ما من شأنه المساس بأمن المنطقة، من قبل أي طرف كان”.