العراق يطلق خطة شاملة لبناء منظومة دفاع جوي متطورة لتعزيز سيادته
يستعد العراق لإحداث تحوّل نوعي في إستراتيجيته الدفاعية، من خلال بناء منظومة دفاع جوي متكاملة ومستقلة، في خطوة تهدف إلى تعزيز سيادة البلاد وحماية أجوائها من التهديدات الخارجية، لا سيما في ظل المتغيرات الإقليمية.
الخطة التي أعلن عنها رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، تتضمّن توقيع عقود تسليحية استراتيجية مع شركات عالمية رائدة، ضمن مشروع لتحديث القوة الجوية وطيران الجيش.
وأكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية ياسر وتوت أن العراق مقبل على تنفيذ عقود مهمة في مجال الدفاع الجوي والقوة الجوية، مشيراً إلى وصول دفعات من الأسلحة الحديثة بدعم مباشر من الحكومة التي وفرت التخصيصات المالية اللازمة، واصفاً الخطوة بأنها «أولوية وطنية لمواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة».
من جهته، شدد النائب مهدي تقي آمرلي على ضرورة بناء مؤسسة عسكرية رصينة من خلال تطوير التسليح والتدريب، داعياً إلى تحديث المناهج التدريبية لمواكبة الحروب الحديثة، لا سيما الطائرات المسيّرة والتهديدات السيبرانية، مع تفعيل الاتفاقات الثنائية لتبادل الخبرات والتكنولوجيا العسكرية.
في السياق نفسه، رأى الخبير الأمني فاضل أبو رغيف أن رئيس الوزراء منح ملف الدفاع الجوي اهتماماً استثنائياً، منتقداً تقاعس الحكومات السابقة عن إبرام عقود استراتيجية رغم وجود عروض دولية متاحة، مشيراً إلى أن حماية الأجواء تمثل ركيزةً للسيادة وتتطلب تغييرات جذرية في العقيدة الدفاعية.
أما الخبير العسكري جمال الطائي، فأكد حاجة العراق إلى منظومة دفاع جوي حديثة تتضمن رادارات متطورة، وصواريخ اعتراض دقيقة، ومقاتلات جديدة، داعياً إلى إبرام عقود طويلة الأمد بضمانات دولية، أسوة بدول الخليج، مع دعم سياسي ومالي فاعل.
وتأتي هذه الخطوات في ظل تصاعد التهديدات الإقليمية، مما يفرض على العراق الإسراع في تطوير قدراته الدفاعية الجوية بما يضمن أمنه واستقلالية قراره العسكري.
