إيران: لا يمكن الحديث عن المفاوضات في ظل الغضب الشعبي

نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم السبت، صحة الأخبار المتداولة بشأن قرب إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة.
وقال بقائي في تصريح نشرته وسائل إعلام إيرانية، “في الوقت الحالي، الرأي العام غاضب للغاية إلى درجة أن لا أحد يجرؤ حتى على الحديث عن التفاوض أو الدبلوماسية”.
وأضاف “أن الجولة السادسة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة كانت مقررة مسبقاً يوم الأحد (15 يونيو الماضي)، لكن الهجوم الأميركي المفاجئ على منشآت نووية إيرانية نسف كل شيء”، مبيناً إن بلاده خاضت خمس جولات تفاوضية مع الأمريكيين مؤخراً.
وقال بقائي “قدّموا مقترحهم وكان من المفترض أن نقدّم نحن أيضاً مقترحنا في الجولة التالية، المقررة يوم الأحد. ما حدث لا أجد له وصفاً سوى أنه خيانة للدبلوماسية والعملية التفاوضية“.
وتابع “نحن الآن في ذروة الحداد. شعبنا مصدوم وغاضب مما حدث، لا نزال نُشيّع شهداءنا الذين سقطوا خلال 12 يوماً من العدوان والمقاومة. وفي مثل هذا الجو، لا أحد لديه الجرأة للحديث عن التفاوض أو الدبلوماسية“.
وأشار إلى أن الحكومة الإيرانية ما تزال تقيّم الأوضاع والخيارات، لكنها تدرك أن المزاج الشعبي في الوقت الحالي لا يسمح بأي حديث عن العودة إلى طاولة المفاوضات.
https://x.com/SharghDaily/status/1941351440909226358
التصريح يأتي وسط تصاعد التوترات الإقليمية بعد الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، وتزامناً مع تقارير متضاربة عن محاولات استئناف قنوات التواصل غير المباشرة عبر وساطات خليجية وأوروبية.
وكشفت مصادر مطلعة لموقع أكسيـوس الأميركي أن العاصمة النرويجية أوسلو ستشهد، خلال الأسبوع المقبل، اجتماعاً مرتقباً بين عباس عراقچي، وزير الخارجية الإيراني، وستيف وِيتكاف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط، في محاولة لإحياء المفاوضات النووية المتوقفة بين البلدين.
ووفق تقرير أكسيـوس، فإن اللقاء المحتمل سيكون الأول من نوعه منذ الضربات الجوية التي نفذتها واشنطن في الأول من تموز على مواقع نطنز وفردو وأصفهان. وتشير التسريبات إلى أن المخزون الإيراني من اليورانيوم عالي التخصيب (60%) الذي يتجاوز 400 كيلوغرام، سيكون على رأس جدول المحادثات، خصوصاً أن بعض تلك المواد لا تزال داخل منشآت تعرضت للتدمير، وقد أصبحت معزولة مؤقتاً عن العالم الخارجي.
ولفت التقرير أيضاً إلى أن اللقاء يُعدّ امتداداً لاتصالات غير معلنة جرت بين الطرفين خلال الحرب الأخيرة، بل إن عُمان وقطر لعبتا دوراً مهماً في تسهيل هذه الاتصالات.