“OpenAI” تطلق ميزة جديدة في “ChatGPT”

أعلنت شركة “أوبنإيآي” (OpenAI)، يوم الخميس، عن إطلاق ميزة جديدة وغير مسبوقة في خدمتها الشهيرة “تشاتجيبيتي” تتيح للمساعد الذكي تنفيذ مهام معقدة بالنيابة عن المستخدم، في ما يُعرف بـ “وضع الوكيل” أو Agent Mode، في خطوة تُعدّ نقلة نوعية في مسار تطوير المساعدات الرقمية القائمة على الذكاء الاصطناعي.
الميزة الجديدة تُمكّن “تشاتجيبيتي” من استخدام حاسوب افتراضي داخلي لإدارة طلبات معقّدة، ليس فقط من خلال الإجابة على الأسئلة بل بتنفيذ أعمال فعلية وفقًا لتوجيهات المستخدم.
من التفاعل إلى الفعل
بحسب ما أوضحته الشركة، يستطيع المستخدمون الآن إصدار أوامر مثل: “راجع جدول اجتماعاتي المقبلة مع الأخذ بعين الاعتبار المستجدات السياسية” أو “خطط لوجبة إفطار يابانية لأربعة أشخاص وقم بإعداد قائمة المشتريات”. ويقوم “تشاتجيبيتي” بتنفيذ هذه الأوامر دون تدخل مباشر من المستخدم، معتمدًا على قدرته الجديدة في اتخاذ القرار ضمن المهام المحددة له.
سباق التكنولوجيا الكبرى
هذه الخطوة تأتي في سياق تصاعد التنافس بين شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل “غوغل” و”مايكروسوفت”، في تطوير جيل جديد من المساعدات الرقمية الذكية، القادرة ليس فقط على الفهم والتفاعل بل على اتخاذ قرارات وتنفيذ مهام بشكل مستقل.
ويرى مراقبون أن هذا النوع من التحديثات يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو أتمتة الحياة الرقمية بشكل أوسع، بحيث يصبح المساعد الذكي جزءًا من نمط حياة المستخدم، يتفاعل معه بشكل شخصي وينفذ أعماله اليومية بكفاءة متزايدة.
مخاوف وتحفظات
رغم الحماسة التي رافقت الإعلان عن هذه الميزة، فإن بعض الخبراء حذروا من تداعيات محتملة تتعلق بالخصوصية واتخاذ القرار الذاتي من قبل أنظمة غير بشرية، خاصة في حال منحها صلاحيات واسعة دون رقابة مباشرة من المستخدمين.
خطوة نحو المستقبل
مع دخول “تشاتجيبيتي” طور التنفيذ العملي، بات من الواضح أن الذكاء الاصطناعي يتجاوز طور المحاكاة ليقترب أكثر من شريك رقمي حقيقي، قادر على التعلم، التفاعل، واتخاذ القرار… وربما قريبًا، إدارة حياتنا الرقمية بالكامل.