مستشار خامنئي يلتقي بوتين سراً في موسكو

مستشار خامنئي يلتقي بوتين سراً في موسكو

في زيارة غير معلنة مسبقاً، التقى علي لاريجاني، المستشار الخاص للمرشد الأعلى في إيران، يوم الأحد، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر الكرملين بالعاصمة موسكو.

وتأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وضغوط غربية متزايدة على البرنامج النووي الإيراني، ومطالبات أوروبية بإعادة طهران إلى مسار الاتفاق النووي.

ووفقاً للمتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، فقد تركز اللقاء على “أزمة الشرق الأوسط” و”قضايا مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني”.

وأكد الرئيس الروسي خلال الاجتماع على دعم موسكو لاستقرار المنطقة، وشدد على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة بشأن الملف النووي الإيراني.

وفي حين لم يُعلن عن تفاصيل دقيقة للقاء، إلا أن مصادر روسية وإيرانية متقاطعة أشارت إلى أن لاريجاني نقل إلى بوتين تقييم القيادة الإيرانية للوضع الإقليمي، والتوجهات المستقبلية لطهران في ضوء التهديدات الإسرائيلية والتصعيد الأمريكي في المنطقة.

مفاوضات أوروبية جديدة في الأفق

يتزامن هذا اللقاء مع أنباء عن موافقة طهران على استئناف المفاوضات مع الترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) يوم الجمعة المقبل في اسطنبول، لمناقشة سبل احتواء التصعيد المتعلق ببرنامج إيران النووي.

ومن المتوقع أن تُعقد هذه المحادثات على مستوى نواب وزراء الخارجية، في محاولة لتجنب تفعيل “آلية الزناد” التي قد تُعيد فرض عقوبات أممية على إيران.

وكانت الدول الأوروبية الثلاث قد أمهلت إيران حتى نهاية آب/أغسطس لتنفيذ خطوات “جادة وشفافة” نحو الامتثال لبنود الاتفاق النووي لعام 2015، محذّرة من أنها ستلجأ إلى مجلس الأمن إذا لم تلتزم طهران.

 روسيا.. دعم دبلوماسي دون التزامات أمنية

ويُعدّ هذا اللقاء امتدادًا للاتصالات المتكررة بين طهران وموسكو، والتي تزايدت منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل والجماعات الموالية لإيران في المنطقة. إلا أن مراقبين يشيرون إلى أن روسيا، رغم دعمها السياسي والدبلوماسي لإيران، لم تُظهر التزاماً واضحاً بحمايتها عسكرياً أو الرد على الهجمات التي استهدفت منشآت إيرانية داخل الأراضي السورية أو حتى داخل إيران نفسها.

وكانت صحيفة التايمز البريطانية قد كشفت مؤخراً عن عدة زيارات “سرية” أجراها لاريجاني إلى موسكو خلال الأشهر الماضية، ناقش فيها مع مسؤولين روس ملفات التعاون الدفاعي، لا سيما في مجال أنظمة الدفاع الجوي والدعم التكنولوجي النووي.

خلفيات وسياقات اللقاء

يُذكر أن علي لاريجاني يُعد من أبرز الشخصيات الإيرانية المقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي، ويتمتع بعلاقات وثيقة مع المسؤولين الروس منذ توليه مناصب رفيعة في البرلمان ومجلس الأمن القومي. ويُعتقد أن اختياره لإجراء هذا اللقاء في هذه المرحلة يعكس رغبة طهران في إرسال رسائل مزدوجة: تهدئة مع أوروبا واستعراض لتحالفاتها مع موسكو.

من جهته، يرى مراقبون أن الكرملين يستخدم الورقة الإيرانية ضمن حساباته الأوسع مع الغرب، لكنه لا يسعى إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل من أجل طهران، خاصة في ظل الانشغال الروسي بالحرب في أوكرانيا وتدهور علاقاته الاقتصادية مع الغرب.

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com