العراق يطلق برنامجاً لبناء 36 سداً جديداً لتعزيز الأمن المائي ومواجهة التغيرات المناخية

كشفت وزارة الموارد المائية عن موافقة الحكومة على إنشاء ثلاثة سدود جديدة في محافظات كربلاء ونينوى والمثنى، ضمن خطة وطنية شاملة تهدف إلى بناء 36 سداً في عموم البلاد، وذلك لتعزيز خزين المياه الجوفية، والحد من آثار التغيرات المناخية، وتوفير مصادر إضافية للمياه في المواسم الجافة.
وقال وزير الموارد المائية، عون ذياب عبد الله، في تصريح للصحيفة الرسمية، إن “رئاسة الوزراء خصصت مبالغ مالية للبدء بإنشاء سد الأبيض 2 في كربلاء، وسد أبو طاكية في نينوى، وسد الخرز في المثنى”، مشيراً إلى أن هذه المشاريع تأتي ضمن خطة استراتيجية طويلة الأمد لتعزيز الأمن المائي ومواجهة تحديات الشح المائي المتفاقمة.
وبيّن الوزير أن الوزارة أعدّت برنامجاً متكاملاً لإنشاء 36 سداً موزعة على مناطق متعددة تشمل الصحراء الغربية، والبادية الشمالية، والمناطق الشرقية من البلاد، وقد جرى تحديد مواقعها استناداً إلى دراسات طبوغرافية وهيدرولوجية دقيقة. وأوضح أن عدداً من هذه المشاريع أصبح جاهزاً من حيث التصاميم الأولية والتفصيلية.
وأوضح عبد الله أن اختيار مواقع السدود الجديدة جرى وفق معايير علمية تراعي طبيعة التضاريس ومجاري السيول، وتم التركيز على الوديان والمنخفضات الطبيعية باعتبارها مناطق تجمع مائي موسمية، مشيراً إلى أن بحيرة الرزازة تُعد نموذجاً مثالياً لتجميع المياه رغم ملوحتها المرتفعة.
وأضاف أن الغرض من هذه السدود لا يقتصر على خزن المياه فقط، بل يمتد إلى تعزيز تغذية الطبقات الجوفية، ودعم الأنشطة الزراعية والرعوية، خصوصاً في المناطق الصحراوية. كما أشار إلى إمكانية استخدام هذه السدود في مواسم الزراعة الشتوية، في ظل اعتماد ما يقرب من ثلاثة ملايين دونم زراعي حالياً على تقنيات الري المقنن باستخدام المياه الجوفية.
وأكد الوزير أن الوزارة تنتهج سياسة مائية صارمة لتنظيم عمليات حفر الآبار، حيث يتم وضع محددات فنية وإدارية تهدف إلى الحد من الاستنزاف العشوائي للمياه الجوفية، وضمان استدامتها للأجيال المقبلة، مشدداً على أن التوسع في استخدام الموارد المائية يجب أن يتم ضمن توازن بيئي مدروس.
كما لفت إلى أن الوزارة تعمل على تفعيل الاتفاقية الإطارية مع تركيا الخاصة بإدارة المياه المشتركة، مشيراً إلى وجود تحديات طبيعية، خصوصاً في بعض وديان البادية الشمالية التي تنحدر نحو الأراضي السورية، مما يقلل من فائدتها لخزن المياه، في حين أن وديان المناطق الحدودية مع السعودية تتجه نحو الداخل العراقي، ما يجعلها أكثر ملاءمة لإنشاء مشاريع حصاد المياه في محافظات مثل السماوة والأنبار.
ويأتي هذا المشروع ضمن جهود حكومية متصاعدة لمواجهة التحديات البيئية والمناخية المتفاقمة، وفي مقدمتها التصحر وتراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، حيث تسعى السلطات إلى بناء بنية تحتية مائية أكثر قدرة على التكيف مع التغير المناخي وحماية الأمن المائي والغذائي للبلاد.