نائب عن ديالى يحذر من دخول البلاد في أكبر موجة جفاف منذ نحو قرن من الزمن .. تراجع للخزين المائي وتقلص الإطلاقات إلى مستويات حرجة
دعا النائب عن محافظة ديالى، مضر الكروي، إلى عقد جلسة طارئة لمجلس النواب لمناقشة بيان وزارة الموارد المائية الأخير، والذي حذّر فيه من دخول البلاد في أكبر موجة جفاف منذ نحو قرن من الزمن، محذرًا من التداعيات الخطيرة لتراجع الخزين المائي وتقلص الإطلاقات إلى مستويات حرجة.
وقال الكروي في تصريح صحفي ،اليوم الجمعة (25 تموز 2025)، إن “بيان وزارة الموارد المائية الذي حدّد نسب الإطلاقات المائية والخزين المتوفر في السدود الرئيسة، يثير قلقاً بالغاً”، مشيرًا إلى أن العراق “وصل إلى مرحلة حرجة هي الأقسى منذ 100 عام، مع بدء الجفاف بإلقاء ظلاله الثقيلة على المجتمع من خلال التظاهرات، وحالات النزوح الداخلي، وفقدان مصادر الرزق في قطاعات الزراعة، والثروة الحيوانية، والسمكية”.
وبحسب تقارير رسمية، انخفض الخزين الإستراتيجي للمياه في العراق إلى مستويات غير مسبوقة، ما انعكس سلبًا على الزراعة، والثروة الحيوانية، والصيد، في محافظات الوسط والجنوب تحديدًا، التي تعتمد بشكل شبه كامل على الري السطحي.
وشدد الكروي على ضرورة عقد جلسة برلمانية طارئة بحضور الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة لوضع خطة عاجلة للتعامل مع الوضع، داعياً إلى اعتماد إستراتيجية عراقية شاملة لمعالجة ملف الجفاف، من خلال تشكيل لجنة عليا تتبنى بدائل واقعية، مثل: تحلية مياه البحر، تأمين مصادر مياه خام لمحطات الإسالة، وإنقاذ المساحات الزراعية والبساتين من الهلاك الكامل.
وأشار إلى أن “الوضع الحالي يمثل خطرًا حقيقيًا على الأمن الغذائي والمجتمعي، في ظل تراجع الخزين المائي إلى مستويات حرجة جداً”، مؤكدًا أن الأمر يتطلب إجراءات استباقية عاجلة لمواجهة التحديات القادمة، قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة بيئية واجتماعية يصعب السيطرة عليها.
وتشير بيانات وزارة الموارد المائية إلى أن بعض السدود مثل حديثة، وسامراء، ودوكان، ودربندخان، باتت تُدار وفق سيناريو “أزمة حادة”، فيما تزداد الضغوط على الحكومة لإيجاد حلول استراتيجية، بعيدًا عن المعالجات الوقتية.
وقد شهدت مدن عدة في الآونة الأخيرة تظاهرات واحتجاجات شعبية بسبب شح المياه، خصوصًا في ميسان، والديوانية، وذي قار، حيث طالبت العشائر والجهات المحلية بإنقاذ الأراضي من التصحر، وتوفير المياه الخام لمشاريع الإسالة قبل حلول موسم الصيف بالكامل.
