السوداني: العراق لن يكون ساحة لتصفية الحسابات وندعم استقرار المنطقة ونأمل مشاركة الصدريين بالانتخابات

السوداني: العراق لن يكون ساحة لتصفية الحسابات وندعم استقرار المنطقة ونأمل مشاركة الصدريين بالانتخابات

أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، أن العراق متمسك بمبدأ “العراق أولاً”، مشدداً على أن بلاده ترفض أن تكون ساحة لصراعات الآخرين، وأن التحرك الإقليمي للحكومة يهدف إلى التهدئة وحماية أمن الطاقة العالمي.

وأوضح السوداني أن العراق عمل على مسارين في مواجهة العدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية: الأول لحفظ الأمن الداخلي، والثاني عبر التحرك الدبلوماسي لاحتواء التصعيد، مشيراً إلى أن بغداد أكدت رفضها لأن تكون أجواء العراق ممراً لأي اعتداء على دولة جارة.

وفيما يخص تطورات الوضع في غزة، وصف رئيس الحكومة العراقية ما يجري بأنه “إبادة جماعية تحدث في ظل مجاعة وقتل ممنهج”، معتبرًا أن ما يحصل يمثل نكسة حقيقية لكل القيم الإنسانية والأخلاقية والقانونية، مطالبًا بتحرك دولي فاعل يتجاوز الإدانة والاستنكار، ويشمل إيصال المساعدات الإنسانية ووقف العدوان.

وفي الشأن السوري، شدد السوداني على أن استقرار سوريا من الأمن القومي العراقي، وأن العراق يرفض أي محاولات لتقسيمها، داعيًا إلى حوار وطني شامل بين مكوناتها، مشيرًا إلى مبادرة عراقية طُرحت خلال القمة العربية التي استضافتها بغداد.

وأكد السوداني على تمسك الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة، وقال إن “الاستقرار الأمني الحالي لا يبرر لأي جهة حمل السلاح خارج إطار القانون”، في إشارة واضحة إلى معالجة ظاهرة الفصائل المسلحة.

وفي ما يتعلق بالوجود الأجنبي، كشف السوداني أن اتفاقاً جرى مع التحالف الدولي لإنهاء مهامه بحلول أيلول 2026، مشدداً على أن قرار السلم والحرب هو حصراً بيد الدولة العراقية، ولا يمكن مصادرته من أي طرف.

كما أشار إلى حوارات ثنائية جارية لتنظيم العلاقة الأمنية مع دول التحالف، لا سيما الولايات المتحدة، حيث عُقدت جولتان ويتم التحضير لجولة ثالثة هذا العام، مضيفاً أن العلاقات مع واشنطن تستند إلى “اتفاقية الإطار الاستراتيجي”، معربًا عن طموح بلاده إلى شراكة تنموية حقيقية مع الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس ترامب، “بعيدًا عن الإملاءات والتدخلات”.

وبشأن الحشد الشعبي، أوضح السوداني أن قانون الحشد يأتي ضمن مسار إصلاح مؤسسات الدولة الأمنية، مؤكداً أن إيران “دولة جارة” وللعراق معها علاقات مبنية على روابط دينية وثقافية واجتماعية، ورفض قاطع لأي اعتداء عليها.

وحول الأمن والاقتصاد، قال السوداني إن الهجمات على مطار كركوك وحقول نفط كردستان ومصافي بيجي هي أعمال إرهابية استهدفت الاقتصاد الوطني، لافتًا إلى أن الحكومة تبذل جهودًا لتهيئة بيئة آمنة وجاذبة للاستثمار.

وعن العلاقة مع تركيا، رحّب رئيس الوزراء باتفاق السلام بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني، داعيًا القوات التركية إلى مغادرة الأراضي العراقية، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين تسير في اتجاه استراتيجي وتنموي واضح، على رأسه مشروع “طريق التنمية”.

وعن الشأن الداخلي، أكد السوداني أن الانتخابات تمثل محطة ديمقراطية مهمة، معبّراً عن أمله بمشاركة التيار الصدري، لدوره في العملية السياسية. كما أشار إلى أن ائتلاف الإعمار والتنمية ليس مشروعاً انتخابياً، بل يستند إلى نجاحات الحكومة في الإصلاح والمشاريع الخدمية.

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com