خامنئي: الحرب الأخيرة كشفت متانة النظام الإيراني والعداء الغربي للدين والعلم

قال آية الله علي خامنئي اليوم الثلاثاء، خلال مراسم تأبين شهداء الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا، وجّه رسائل استراتيجية عكست تصورات النظام الإيراني لموقعه في الداخل والخارج، مؤكدًا أن “الجمهورية الإسلامية أظهرت متانة غير مسبوقة في مواجهة التحديات”، معتبرًا أن الحرب الأخيرة كانت “تجليًا لإرادة الجمهورية الإسلامية وقوتها”، وكشفت عن “ثبات لا مثيل له في أسس النظام”.
وقال خامنئي إن “العداء الحقيقي للولايات المتحدة والدول الغربية ليس البرنامج النووي أو قضايا حقوق الإنسان كما يدّعون، بل هو عداؤهم للدين الذي يتمسّك به الشعب الإيراني، ولمعارف أبنائه وتقدّمهم العلمي”، مشددًا على أن الجمهورية الإسلامية “ستواصل مسارها في تعزيز الإيمان الديني، وتوسيع نطاق العلوم والمعارف، رغم أنف الأعداء”.
وفي خطابه الذي حضره ذوو الشهداء وعدد من المسؤولين الإيرانيين، أشار خامنئي إلى أن الجمهورية الإسلامية على مدى 45 عامًا “واجهت أزمات وحروبًا وفتناً داخلية وخارجية، لكنها خرجت منها جميعًا وهي أكثر صلابة وقوة”، مضيفًا أن “من كان يسمع عن قدرات إيران من بعيد، اختبرها الآن عن قرب”.
تحليل: رسائل إلى الداخل والخارج
جاء خطاب خامنئي بعد أسابيع من تصعيد غير مسبوق، أسفر عن مقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين في عمليات نسبها الإعلام الإيراني إلى “العدوان الإسرائيلي”، وردود ميدانية من طهران أو حلفائها الإقليميين. الخطاب يحمل دلالات داخلية تتعلق بتماسك النظام بعد الحرب، لكنه في العمق موجه نحو الخارج، حيث يسعى لتثبيت صورة الردع الإيراني وإبراز الجهوزية الشاملة رغم الضغوط السياسية والاقتصادية.
كما يلفت الخطاب إلى استراتيجية أعمق تتبناها القيادة الإيرانية، تقوم على ربط أي تقدم علمي وتقني – وخصوصًا في الملف النووي – بالهوية الدينية والاستقلال الوطني، ما يجعل أي ضغط خارجي في هذه الملفات يُقدَّم للرأي العام الإيراني كاستهداف لجوهر الثورة وليس فقط لسلوك الدولة.