ما حقيقة تأثير الشاشات على أدمغة الأطفال؟

ما حقيقة تأثير الشاشات على أدمغة الأطفال؟

في حين تقول بعض الدراسات إن للشاشات تأثيراً سلبياً على أدمغة الأطفال، تُشير دراسات أخرى إلى أنه لا يوجد دليل حاسم على ذلك.

ولم يسمح الراحل ستيف جوبز، الرئيس التنفيذي لشركة “أبل”، لأطفاله باقتناء جهاز الآيباد عندما أطلقته الشركة.

اختلاف الآراء

وحللت مئات الدراسات تأثير وقت الشاشة على الصحة النفسية، بالاعتماد على كميات كبيرة من البيانات حول الشباب وعاداتهم في استخدام الشاشات.

وتفاوتت الآراء حول النتائج، حيث اعتبر البعض أنه لا توجد أدلة علمية ملموسة تدعم ما يُثار حول العواقب الوخيمة لاستخدام الشاشات على الصحة العقلية.

في المقابل، أشارت بعض الدراسات إلى أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يصعّب النوم لأنه يثبّط هرمون “الميلاتونين”، وهو أمر نفته دراسة العام 2024.

ويشير بعض الخبراء إلى أن إحدى المشكلات الكبرى تكمن في أن معظم البيانات المتعلقة بموضوع وقت الشاشة تعتمد بشكل كبير على الإبلاغ الذاتي.

وفي ذات السياق، بيّنت دراسة أجراها باحثون أمريكيون وبريطانيون من جامعة أوكسفورد، شملت 11500 مسح دماغي لأطفال تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عامًا.

ولم تجد الدراسة أي دليل على ارتباط وقت الشاشة بضعف الصحة العقلية أو المشكلات الإدراكية، حتى بين أولئك الذين يستخدمون الشاشات لعدة ساعات يوميًا.

وأشارت الدراسة إلى أن استخدام الشاشات يمكن أن يعزز الصحة العقلية بدلًا من أن يضرّ بها، وعلى الرغم من أن الدراسة لم تجادل في خطورة بعض الأضرار الإلكترونية، إلا أنها أكدت أنه كلما زاد الحد من استخدام الأجهزة أو حتى حظرها، كلما أصبحت ثمرة محرّمة.

فيما يعارض الكثيرون ذلك الرأي؛ حيثُ تقول حملة “طفولة خالية من الهواتف الذكية” في المملكة المتحدة إن 150 ألف شخص وقّعوا حتى الآن على ميثاقها لحظر الهواتف الذكية على الأطفال دون سن الـ14، وتأخير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي حتى سن الـ16.

وخلصت دراسة دنماركية نُشرت نتائجها العام الماضي، وأجريت على 181 طفلًا لمدة أسبوعين، مُنع نصفهم من استخدام الشاشات أكثر من ثلاث ساعات أسبوعيًا، وطُلب منهم تسليم أجهزتهم اللوحية وهواتفهم الذكية، إلى أن تقليل استخدام الشاشات أثّر إيجابًا على الأعراض النفسية للأطفال والمراهقين، وعزّز “السلوك الاجتماعي الإيجابي”.

حدود الوقت

وتتضارب النصائح الرسمية حاليًا بشأن حدود وقت استخدام الأطفال للشاشات؛ حيثُ لا توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، ولا الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال وصحة الطفل، بأي حدود زمنية محددة للأطفال.

في المقابل، تنصح منظمة الصحة العالمية بعدم استخدام الأطفال دون سن عام واحد للشاشات، وبساعة واحدة كحد أقصى يوميًا لمن هم دون سن الرابعة، ولا توجد أدلة علمية كافية لتقديم توصية نهائية، وهو ما يثير انقسامًا في الأوساط العلمية، على الرغم من وجود ضغط مجتمعي قوي للحد من وصول الأطفال إلى هذه الأجهزة.

وفي كلتا الحالتين، المخاطر كبيرة؛ فإذا كانت الشاشات تلحق الضرر بالأطفال حقًا، فقد يستغرق الأمر سنوات قبل أن يدرك العلم ذلك ويثبته، أو إذا خلص في النهاية إلى عكس ذلك، فسنكون قد أهدرنا طاقتنا وأموالنا، وحاولنا إبعاد الأطفال عن شيء قد يكون مفيدًا للغاية.

وإلى حين الوصول إلى نتائج حاسمة، يشير الخبراء إلى أنه لا يمكن إنكار تحوّل طريقة استخدام الشاشات وتزايد استخدام الناس لروبوتات الدردشة الذكية للمساعدة في الواجبات المنزلية أو حتى للعلاج النفسي، مؤكدين أنه يجب خلق توازن بين الحياة الافتراضية واستخدام الشاشات من جهة، والحياة الحقيقية والنشاط البدني والحياة الاجتماعية من جهة ثانية.

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com