إيران: ندرك التحديات التي تواجه لبنان في الحوار مع إسرائيل

أكدت الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين، على أهمية حفظ استقلال لبنان وسيادته ووحدته الوطنية، مشددة على حق لبنان الكامل في الدفاع عن نفسه ضد الاعتداءات الإسرائيلية، مشيراً إلى أن طهران تدرك التحديات التي تواجه لبنان في الحوار مع إسرائيل.
وجاءت هذه التصريحات في ظل توتر متصاعد حول دور المقاومة المسلحة، خاصة حزب الله، وسط إدانات وتصريحات متبادلة بين طهران وبيروت.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي خلال مؤتمر صحفي، “إن إيران تدرك جيداً الصعوبات التي تواجه لبنان جراء جيرانه من الأنظمة المحتلة وغير الملتزمة بالقانون الدولي”، مشيراً إلى أن التجربة الإقليمية أثبتت أن تعزيز القدرات الدفاعية وتزويد الدول بالتسليح المناسب هو السبيل الوحيد لردع العدوان الإسرائيلي.
وأشار بقائي إلى أن طهران تدرك جيداً التحديات التي تواجه لبنان جراء الجوار مع نظام احتلال غير ملتزم بالقوانين الدولية، مؤكداً أن إيران تقف دوماً إلى جانب الشعب اللبناني في مواجهة هذه الظروف الصعبة.
وأضاف البيان أن التجربة الإقليمية أثبتت أن التسلح والقدرة الدفاعية الفعالة للدول هي السبيل الوحيد لردع العدوان الإسرائيلي وحماية سيادة الأراضي.
وفي المقابل، أصدرت وزارة الخارجية اللبنانية، الخميس الماضي، بياناً شديد اللهجة رفضت فيه ما وصفته بـ”التدخلات” الإيرانية في الشؤون الداخلية اللبنانية، مستنكرة التصريحات التي تناولت قضايا داخلية لبنانية واعتبرتها انتهاكاً لسيادة لبنان ووحدته الوطنية، ومطالبة إيران بالتركيز على قضايا شعبها بدلاً من التدخل في شؤون غير ذات صلة.
هذا التوتر تعمق إثر تصريحات علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي وصف مطالب خلع سلاح حزب الله بأنها “حلم لن يتحقق”، مؤكداً أن المقاومة في لبنان لم تضعف بل أصبحت أكثر قوة في مواجهة المشاريع الأمريكية والإسرائيلية.
ردّاً على ذلك، دانت وزارة الخارجية اللبنانية تصريحات ولايتي، ووصفتها بأنها تدخل صارخ وغير مقبول، وطالبت طهران بالتفرغ لمعالجة قضاياها الداخلية والاقتصادية بدلاً من التدخل في شؤون لبنان.
وفي سياق متصل، أكد نائب قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إيرج مسجدی، أن سلاح المقاومة هو سلاح الشعب اللبناني للدفاع عن وطنه، وأن أي محاولات دولية أو إقليمية لخلع سلاح حزب الله لن تكلل بالنجاح، مشيراً إلى أن هذا الموضوع لن يُقر في مجلس الدفاع اللبناني أو في أي مجال آخر.
وكانت الحكومة اللبنانية قد أقرّت مؤخراً مشروعاً أمريكياً يقضي بخلع سلاح حزب الله بحلول نهاية عام 2025، مع وعد الولايات المتحدة بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان وانسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب في حال تم تنفيذ هذا القرار.
إلا أن حزب الله ردّ على هذه المطالب بالرفض التام، معتبراً أن قرار الحكومة اللبنانية بقيادة نواف سلام “خطأ جسيم” يهدد الاستقرار الوطني.
يذكر أن عباس عراقچي، وزير الخارجية الإيراني، كان قد أشار في مقابلة تلفزيونية إلى رفض حزب الله خلع السلاح، ما أثار استنكار وزارة الخارجية اللبنانية واعتبرته تدخلاً في الشؤون اللبنانية.
هذا المشهد السياسي يعكس حالة الانقسام العميق بين طهران وبيروت حول ملف سلاح حزب الله، في وقت تشهد المنطقة تحديات أمنية وسياسية كبيرة، وسط ضغوط دولية متصاعدة لإخضاع المقاومة اللبنانية لمطالب دولية وإقليمية، مقابل تمسك إيران بدعم هذا الملف كجزء من استراتيجيتها الإقليمية.