ظريف: إيران تدخل مرحلة التغيير من الداخل

أكد محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني السابق، في مقال نشرته مجلة فارن بوليسي، أن إيران وصلت إلى نقطة حاسمة تستدعي تغيير بارادايمها الدبلوماسي والاستراتيجي، مشيرًا إلى أن هذا التغيير يجب أن يبدأ من الداخل ليشمل المنطقة والمجتمع الدولي.
وأشار ظريف إلى أن غرب آسيا يمر بـ«نقطة تحول خطيرة» نتيجة النزاعات المستمرة في غزة، والاعتداءات الأخيرة على إيران، واستمرار زعزعة الاستقرار في سوريا. واعتبر أن التهديد الوجودي المزعوم لإسرائيل وداعميها العالميين يتمثل في الواقع بـ«السلام والاستقرار».
وشدد ظريف على أن الحل المستدام للأزمات الإقليمية يتطلب مبادرة دبلوماسية جريئة وانتقال إيران من نهج قائم على التهديد إلى نهج يركز على الفرص والتمكين، من خلال توسيع العلاقات الإقليمية والدولية، وخلق شراكات جديدة مع جيرانها ودول الجنوب العالمي، واستئناف الحوار مع أوروبا والولايات المتحدة.
وأكد وزير الخارجية السابق أن الشعب الإيراني يمثل أعظم موارد البلاد، مشيدًا بصموده التاريخي أمام الغزوات والضغوط الدولية، وقدرته على تحقيق تقدم علمي وتقني محلي رغم العقوبات والتحديات العالمية، واصفًا هذا الصمود بأنه عامل حاسم في إفشال محاولات الأعداء للهيمنة على إيران.
وأشار إلى أن التعاون الإقليمي الحقيقي ظل بعيد المنال لعقود، رغم المبادرات الدبلوماسية المتعددة، لكنه رأى أن الاستفزازات الإسرائيلية الأخيرة خلقت نافذة حيوية للفرص يمكن لإيران الاستفادة منها بالتعاون مع دول مثل البحرين ومصر والعراق والأردن والكويت وعمان وقطر والسعودية وسوريا وتركيا والإمارات واليمن، وربما باكستان وآسيا الوسطى والقوقاز، تحت إشراف الأمم المتحدة.
وحذر ظريف من أن البديل عن الدبلوماسية، وهو الحروب المستمرة، سيؤدي إلى انهيار النظام الإقليمي وتصاعد التطرف والفوضى، مشددًا على أن الولايات المتحدة وأوروبا تمتلكان مصالح وجودية في دعم تغيير هذا البارادايم، وأن الوقت قد حان لاختيار المستقبل المشترك بدل تكرار أخطاء الماضي.
واختتم ظريف مقاله بالقول: «يزدهر المارقون بالحرب من خلال غلق كل نافذة أمام الدبلوماسية. يجب علينا انتزاع الفرصة لمنعهم من ترسيخ بارادايم التهديد المدمّر وإطفاء الأمل. حان وقت الاختيار الآن. الاختيار لإيران والمنطقة والقوى العالمية واضح: إما تكرار الماضي الكارثي، أو الشجاعة لبناء مستقبل مشترك. الآن حان وقت تغيير البارادايم».