متحور للإنفلونزا يثير المخاوف من جائحة محتملة في الصين

أثار باحثون في الصين مخاوف متزايدة من احتمال انتشار متحور مثير للقلق من الإنفلونزا قادر على الانتقال من الماشية إلى البشر.
وأظهرت دراسة حديثة أن فيروسا يعرف باسم الإنفلونزا D (IDV)، يشهد تحورات قد تمكّنه من تجاوز الحاجز الحيواني والانتشار بين البشر.
وقاد فريق من معهد تشانغتشون للأبحاث البيطرية الدراسة التي ركزت على سلالة محددة من الفيروس تعرف باسم D/HY11، والتي رُصدت لأول مرة في الماشية شمال شرق الصين عام 2023.
وأوضحت النتائج أن هذا المتحور ينمو ويتكاثر في خلايا مجرى الهواء البشري وفي أنسجة حيوانية متعددة، ما يشير إلى احتمال تكيّفه مع البيئة البشرية.
وخلال التجارب، تبيّن أن الفيروس قادر على الانتقال عبر الهواء بين الحيوانات، بما في ذلك القوارض والنمس — وهو نموذج قياسي لدراسة انتقال الإنفلونزا بين البشر — دون أي تلامس مباشر، ما يرجّح إمكانية انتقاله جوا بين الأشخاص في المستقبل.
وأكد الفريق البحثي في دراسته أن: “تفشي فيروس الإنفلونزا D يُحتمل أن يكون قد تحول إلى مشكلة مستمرة تصيب الماشية والبشر على حد سواء”.
واختبر الباحثون الفيروس على خلايا من البشر والحيوانات لمحاكاة مجرى الهواء الطبيعي، فوجدوا أنه يصيب جميعها ويتكاثر بكفاءة عالية. كما أظهرت التحاليل أن بوليميراز سلالة الفيروس D/HY11 يتمتع بنشاط متزايد، وهي خاصية ترتبط غالبا بقدرة أعلى على الانتشار بين الثدييات. (البوليميراز هو “آلة النسخ الجزيئية” التي يستخدمها الفيروس أو الخلية للتكاثر وإنتاج نسخ جديدة من مادته الوراثية)
أما في ما يتعلق بالعلاج، فقد كان الفيروس حساسا للأدوية الحديثة مثل “بالوكسافير”، لكنه مقاوم للعقاقير الشائعة مثل “تاميفلو”، ما يثير تساؤلات حول فعالية العلاجات الحالية في حال تحوّل الفيروس إلى عامل مُمرض بشري.
وأشارت تحاليل مصل الدم بأثر رجعي (2020–2024) إلى أن فيروس الإنفلونزا D ربما ينتشر في شمال شرق الصين منذ عام 2020 دون اكتشافه رسميا، في ظل غياب اختبارات روتينية لرصده في العالم، ما يعزز المخاوف من انتشار صامت لسلالات جديدة من الفيروس.
نشرت نتائج الدراسة في مجلة Emerging Microbes & Infections، بينما أكدت شبكات المراقبة الصحية الدولية أنها تتابع تطورات الفيروس عن كثب، في ظل تزايد المخاوف العالمية من تكرار سيناريوهات الجائحة.
المصدر: ديلي ميل