علماء يطورون علاجا للسرطان عن طريق الأمواج الصوتية

تستخدم الموجات الصوتية بترددات تفوق قدرة السمع البشري بشكل روتيني في الرعاية الطبية، وتعرف هذه الموجات أيضا بالموجات فوق الصوتية، وهي تساعد الأطباء في تشخيص الأمراض ومراقبتها، كما تتيح لمحات أولية عن أحدث أفراد عائلتك.
والآن، قد يستفيد المرضى الذين يعانون من حالات تتراوح من السرطان إلى الأمراض العصبية التنكسية، مثل ألزهايمر قريبا من التطورات الحديثة في هذه التقنية.
وقام مهندس الطب الحيوي، ريتشارد برايس، بدراسة كيفية ضبط الموجات فوق الصوتية المركزة – تركيز طاقة الصوت في حجم معين – بدقة لعلاج حالات مختلفة.
وقال برايس: “على مدار السنوات القليلة الماضية، شهدت هذه التقنية نموا واستخدامًا كبيرين في العيادات، ويواصل الباحثون اكتشاف طرق جديدة لاستخدام الموجات فوق الصوتية المركزة لعلاج الأمراض”.
وحسب برايس، حقق الباحثون نجاحًا ملحوظا في علاج حالة تسمى الرعشة الأساسية، والتي تؤدي إلى ارتعاش لا إرادي، عادة في اليدين، وتجرى الآن علاجات الموجات فوق الصوتية المركزة للرعشة الأساسية بشكل روتيني في العديد من المواقع حول العالم
وصرح برايس أن بعض التطبيقات الأكثر إثارة للموجات فوق الصوتية المركزة تشمل تحسين توصيل الأدوية إلى الدماغ، وتحفيز الاستجابات المناعية ضد السرطان، وعلاج الأمراض النادرة في الجهاز العصبي المركزي.
ويمثل حاجز الدم الدماغي مشكلةً في علاج الأمراض لأنه يمنع العلاجات من الوصول إلى هدفها المقصود، وقبل أكثر من عشرين عاما، أثبتت دراسات رائدة أن إرسال نبضات منخفضة الشدة من الموجات فوق الصوتية المركزة يمكن أن يفتح الحاجز الدموي الدماغي مؤقتا، عن طريق التسبب في تذبذب فقاعات دقيقة في الأوعية الدموية، حسبما ذكره برايس، ونقله موقع “ساينس أليرت”.
وأضاف: “يدفع هذا التذبذب جدران الأوعية المحيطة ويسحبها، ما يؤدي إلى فتح مسام صغيرة لفترة وجيزة تسمح للأدوية في مجرى الدم باختراق الدماغ. والأهم من ذلك، أن الحاجز الدموي الدماغي لا يفتح إلا عند تطبيق الموجات فوق الصوتية المركزة.
بعد سنوات عديدة من اختبار سلامة هذه التقنية وتحسين التحكم في طاقة الموجات فوق الصوتية، طوّر الباحثون عدة أجهزة تستخدم الموجات فوق الصوتية المركزة لفتح الحاجز الدموي الدماغي للعلاج.
وكشف برايس عن إجراء تجارب سريرية حاليا، لاختبار قدرة هذه الأجهزة على إيصال الأدوية إلى الدماغ لعلاج حالات مثل الورم الأرومي الدبقي، ونقائل الدماغ، ومرض ألزهايمر.
وأشار برايس إلى أن الدراسات على الحيوانات، أظهرت أن استخدام الموجات فوق الصوتية المركزة لفتح الحاجز الدموي الدماغي يمكن أن يسهّل إيصال العلاجات الجينية إلى أهدافها المقصودة في الدماغ، ما يفتح الباب أمام اختبار هذه التقنية على البشر.
وختم: “اكتشف الباحثون أن الموجات فوق الصوتية المركزة قادرة على تدمير الأورام الصلبة بطرق تمكّن الجهاز المناعي من التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها بشكل أفضل”.