ماسك يقترح “حجب الشمس بالذكاء الاصطناعي” للحد من الاحتباس الحراري
قدم الملياردير الأميركي ومالك شركة “سبيس إكس”، إيلون ماسك اقتراحًا جريئًا يتعلق بـ”حجب الشمس” باستخدام الأقمار الاصطناعية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. ويشمل الاقتراح إرسال مجموعة كبيرة من الأقمار الاصطناعية العاملة بالطاقة الشمسية إلى مدار الأرض.
وأكد ماسك في منشور على منصته أن هذه الأقمار، المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ستقوم بإجراء تعديلات طفيفة على كمية أشعة الشمس التي تصل إلى سطح الكوكب، بهدف تقليل تأثيرات الاحتباس الحراري.
وحذر خبراء في تقرير دولي من أن أحد أبرز التحديات في أزمة المناخ لم يُعالج بشكل كافٍ، وهو تأثيرات إنتاج الغذاء العالمي. وأظهر التقرير أن عمليات إنتاج الغذاء الحالية تسبب نحو 30% من إجمالي انبعاثات الغازات التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري، في الوقت الذي يفتقر فيه مليارات البشر حول العالم إلى إمكانية الحصول على غذاء صحي.
وأشار الخبراء إلى أنه حتى لو نجح العالم في الانتقال إلى طاقة نظيفة، فإن أنظمة الغذاء وحدها ستجعل من الصعب للغاية السيطرة على ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية.
وانتشر تغريدة ماسك بشكل واسع، وتباينت آراء المستخدمين بين مؤيد، معارض، ومتعجب من إمكانية تنفيذ الفكرة. لكن بعض العلماء عبروا عن قلقهم من أن تطبيق فكرة ماسك قد يؤدي إلى أضرار جسيمة بالنظام المناخي وكذلك بحياة مليارات البشر.
ووصفت ليلي فوهور، مديرة برنامج اقتصاد الوقود الأحفوري بمركز القانون الدولي البيئي، الفكرة بأنها “تخمينية”. وأكدت أن الهندسة الجيولوجية المتعلقة بالشمس قد تكون غير قابلة للتنبؤ وقد تهدد النظام المناخي الهش.
كما أكدت أنه إذا تم تنفيذ الفكرة في المستقبل، فإن وقفها سيكون صعبًا، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة.
وعند سؤاله عن كيفية ضمان أن تعمل تلك الأقمار على إجراء تعديلات دقيقة للطاقة الشمسية، قال ماسك إنه يحتاج فقط إلى تعديلات صغيرة لمنع الاحتباس الحراري أو التبريد العالمي.
واعترف ماسك بأن حجب كمية كبيرة من أشعة الشمس قد يتسبب في هبوط حاد في درجات الحرارة، ما قد يحول الأرض إلى “كرة جليدية”. ورغم عدم توضيحه لدور الذكاء الاصطناعي في هذه المهمة بشكل كامل، يُعتقد أنه سيلعب دورًا في تنظيم التعديلات على الأشعة التي تصل إلى الأرض.
على الرغم من أن هذه الفكرة قد تبدو غير عملية، إلا أن ماسك قد أطلق بالفعل أكثر من 8000 قمر اصطناعي إلى المدار كجزء من مشروع ستارلينك، لتوفير الإنترنت عالي السرعة. وهو قادر على تمويل هذا المشروع بسهولة، حيث يعد أغنى رجل في العالم.
من جانبها، حذرت البروفيسورة سامي بوزارد، عالمة الجليد والمناخ في جامعة نورثامبريا، من أفكار ماسك، مشددة على أنه لا يجب أن يكون قرار تحديد المناخ في يد شخص واحد أو دولة واحدة. وأكدت أن تقليل انبعاثات غاز الكربون هو الأسلوب الفعال الأمثل لمواجهة مشكلة الاحتباس الحراري.

