الموارد المائية: الموجة المطرية الأولى التي هطلت على البلاد أسهمت في تعزيز الخزين المائي بـ(250) مليون متر مكعب
كشفت وزارة الموارد المائية، عن أن كميات المياه التي تم تحصيلها من الموجة المطرية الأولى التي شهدها العراق يوم السبت الماضي بلغت 250 مليون متر مكعب، وبينما أعلنت الأنواء الجوية أن نسبة الهطول بلغت نحو، 359 ملم، أكدت وزارة الزراعة أن ذلك الأمر سيسهم بدعم الزراعة الديمية والمراعي الطبيعية وتنفيذ الخطة الشتوية الحالية بشكل أفضل.
وقال مدير عام الهيئة العامة لمشاريع الري والاستصلاح، والمتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية، الدكتور خالد شمال، خلال تصريح صحفي تابعته ” اخر الاخبار” ، إن كمية المياه التي تم تحصيلها من الموجة المطرية الأولى التي شهدها العراق يوم السبت الماضي بلغت 250 مليون متر مكعب، مع تجاوز المعدلات الطبيعية في معظم المحافظات، باستثناء بعض المناطق الوسطى والشمالية.
وأوضح شمال، أن الوزارة استثمرت الأمطار الواقعة شمال سدود سامراء وحديثة لتعزيز مخزون السدود، بينما استخدمت الأمطار الواقعة جنوب هذه السدود لتعزيز الغطاء الرعوي، وتثبيت التربة، وإعادة شحن المياه الجوفية وزيادة مناصب الآبار، مشيرًا إلى أن ذلك أسهم في تقليل الحاجة لضخ المياه من بحيرة الثرثار.
وأضاف شمال، أن الوزارة تعمل بشكل مستمر مع وزارة الزراعة لتنفيذ الخطة الزراعية، معتمدين على ثلاثة مؤشرات رئيسية: المخزون الحالي في السدود والخزانات، والإيرادات الفعلية من مصادر المياه بما فيها الأمطار والمياه الجوفية، ومتغيرات السوق العالمية المتعلقة بالعرض والطلب على المحاصيل الإستراتيجية.
بدوره، قال مستشار وزارة الزراعة، الدكتور مهدي ضمد القيسي، في حديث صحفي إن موجة الأمطار التي هطلت مؤخرا، ستعزز بشكل كبير نظم الزراعة الديمية المعتمدة عليها، لاسيما محصول الحنطة الذي يعتمد بشكل كامل على الأمطار في نموه ضمن المناطق الديمية بمختلف محافظات البلاد.
كما أكد إسهام موجة الأمطار التي هطلت خلال اليومين الماضيين، في إنبات العشب ضمن مناطق الرعي الطبيعية، فهناك بذور نباتات موجودة أصلا في المناطق الصحراوية ومع الأمطار ستنمو بصورة أفضل، ما يعني توفير مراعٍ طبيعية خضراء، للأغنام والماعز والأبل، ما سينعكس إيجابا على إنتاج اللحوم والمنتجات الحيوانية المختلفة ويسهم بدعم الأمن الغذائي للمربين ويعزز من اقتصاد البلاد.
وبين القيسي أن موجة الأمطار الأخيرة، ستعزز من الخزين الجوفي للبلاد الذي جرى استنفاده مؤخرا على خلفية خمسة مواسم جفاف متتالية لسد حاجة المساحات التي زرعت وستزرع اعتمادا على المياه الجوفية من خلال الآبار، بما يسهم بإنجاح الخطة الزراعية الشتوية الحالية، فضلا عن إسهام الأمطار بتقليل الاعتماد على المرشات، لكونها تكفلت بري النباتات وعززت نموها.
وأعرب المستشار، عن أمله بأن تزداد كميات الأمطار الهاطلة خلال الأشهر المقبلة، بما يسمح بإعادة الخزين المائي السطحي للبلاد الذي قارب على النفاد بعد أعوام الجفاف الخمسة المتتالية، بما يؤدي لزيادة المساحات الزراعية التي تم تقليلها نتيجة شح الخزين وانخفاض معدلات هطول الأمطار والثلوج.
وفي السياق ذاته، كشفت هيئة الأنواء الجوية عن أن كمية الأمطار الكلية التي هطلت على البلاد خلال اليومين الماضيين، وصلت إلى 359 ملم.
وأوضح مدير عام الهيئة عامر الجابري، أن الكميات الكلية الهاطلة توزعت بواقع 167 ملم ليوم الجمعة الماضي وسجلت فيها محافظة ديالى، أعلى كمية هطول بلغت 58 ملم، وكانت محافظة النجف الأشرف الأقل وبلغت 4 ملم، في حين شهدت بهرز أعلى هطول في العراق بمعدل بلغ 32 ملم.
وتابع أن معدل هطول الأمطار يوم السبت، بلغ 192 ملم، وكانت أعلى كمية من نصيب محافظة نينوى، إذ بلغت 103 ملم، بينما سجلت محافظة ميسان أقل نسبة إذ بلغت 4 ملم فقط، أما منطقة زمار فسجلت أعلى نقطة هطول في البلاد وبلغت 33 ملم.
وبين الجابري أن الحالة المطرية التي مرت بالبلاد تعد الأولى تقريبا لهذا العام، منوها بأن هذا الموسم سيكون مطريا أكثر من الموسم السابق، معلنا دخول البلاد فعليا بمرحلة انخفاض درجات الحرارة إيذانا ببدء فصل الشتاء.

