كيف تسببت “كلاود فلير” في تعطيل مواقع إنترنت عالمية قبل يومين ؟
شهدت شبكة “كلاود فلير” عطلا واسعا أدى إلى توقف عدد كبير من مواقع الإنترنت حول العالم مع ظهور رسائل للمستخدمين تفيد بوجود خطأ في الاتصال وإشعارات تطلب إلغاء الحظر “تشالينج كلاود فلير” عند استخدام العديد من الخدمات.
وأبلغ مستخدمون في دول عدة عن خلل مفاجئ ووضرب منصات بارزة مثل “إكس” وخدمات الذكاء الاصطناعي مثل “جي بي تي”، إضافة إلى موقع “داون ديتيكتور” المخصص لرصد أعطال الإنترنت.
وظهرت صفحات تؤكد وجود خطأ داخلي في خوادم “كلاود فلير” رغم أن المتصفح يعمل بصورة طبيعية، بينما توضح مؤشرات الأعطال أن الخلل أصاب إحدى الطبقات الأساسية داخل بنيته وتحديدا الطبقة المسؤولة عن عمليات التحقق الأمني الخاصة بخدمة “تشالينجز” التي تعتمد عليها آلاف المواقع لتمييز الطلبات البشرية عن الروبوتات.
وبسبب هذا الخلل تعطل نظام التحقق في عدد كبير من المواقع ما أدى إلى تعليق المستخدمين على صفحات خطأ أو منعهم من متابعة التصفح بشكل كامل نتيجة العجز عن تنفيذ الاختبارات الأمنية الخفيفة قبل السماح بالدخول إلى أي موقع.
وتعمل تقنية “تشالينجز” على على آليات أمان يتم تفعيلها عند رصد سلوك يشتبه بأنه آلي مثل تكرار طلبات تسجيل الدخول أو كثرة الوصول إلى نقاط حساسة في الموقع. وعند إصدار تحدي يطلب المتصفح تنفيذ اختبارات محلية تشمل تقييم بيئة المتصفح وفحص الإشارات السلوكية والتحقق من أن الطلب صادر من مستخدم حقيقي وليس من برنامج آلي.
ووفق تقديرات أولية ارتبط العطل بارتفاع غير طبيعي في حركة البيانات أو بخلل في توجيه الطلبات داخل شبكة “كلاود فلير” ما تسبب في توقف بعض الخدمات الحيوية ضمن مناطق جغرافية متفرقة من بينها لندن.
ويؤكد خبراء، بحسب تقارير إعلامية، أن “كلاود فلير” تعد من أكبر شبكات التوزيع والحماية في العالم وأي خلل داخل بنيتها ينعكس مباشرة على ملايين المستخدمين لأنها وسيط أساسي بين المستخدم ومعظم المواقع التي تعتمد شبكتها كطبقة أمان.
وقالت الشركة إنها رصدت العطل وطبقت تحديثا تقنيا لإصلاحه لكن كثيرا من المواقع ما زالت لا تعمل بكامل كفاءتها رغم تأكيد الشركة أنها تواصل العمل لمعرفة أسباب العطل.
ويعكس هذا العطل حساسية بنية الإنترنت الحديثة التي تعتمد على عدد محدود من مقدمي الخدمات العالميين، كما تكشف أن أي خلل في طبقة وسيطة مثل “كلاود فلير” يؤدي إلى اضطراب واسع النطاق.

