أميركا تطرح مشروع “المنطقة الخضراء” في غزة بإدارة إسرائيلية
أفاد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، يوم السبت، بأن الولايات المتحدة تواصل المضيّ قدمًا في خطط إنشاء مجتمعات للفلسطينيين داخل المناطق الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية في غزة، عبر إدخال فرق هندسية وتهيئة مواقع مخصصة بهدف جذب المدنيين بعيدًا عن مناطق نفوذ حماس.
وأوضح المسؤولون أن أميركا أعدّت خططًا لما يسمى “مجتمعات آمنة بديلة” داخل مناطق غزة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، والمعروفة باسم “المنطقة الخضراء”، بحسب ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال.
وتعمل فرق هندسية داخل مركز التنسيق المدني-العسكري في إسرائيل على وضع تصاميم لبناء بلدات جديدة، إلى جانب إزالة الأنقاض والذخائر غير المنفجرة.
ووفق المسؤولين الأميركيين، فإن هذه المجتمعات، التي لم تُبنَ بعد، تستهدف توفير مساكن ومدارس ومستشفيات للنازحين الفلسطينيين إلى حين الشروع بإعادة إعمار دائمة، وتشكل نموذجًا مستقبليًا لإعادة البناء.
ويأمل المخططون أن تشجع الفلسطينيين على الانتقال إليها بعيدًا عن مناطق سيطرة حماس.
ومن المقرر أن تُقام أولى هذه المجتمعات في رفح جنوب القطاع، على الحدود مع مصر، الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة منذ مايو/ أيار الماضي.
غير أن هذه الخطط تثير حساسية سياسية في عدد من العواصم العربية، وسط مخاوف من أن تؤدي إلى تقسيم غزة أو وضعها تحت إدارة غير فلسطينية.
وتخشى مصر خصوصًا أن تكون التجمعات المزمعة خطوة قد تفضي، عند تغير الظروف، إلى دفع الفلسطينيين نحو سيناء، وفق مسؤولين مصريين.
وتواجه الخطة تحديًا آخر يتعلق بآلية ضمان دخول المدنيين فقط إلى هذه المجتمعات ومنع تسلل عناصر من حماس.
وقد طُرح مقترح بإيكال مهمة التأمين إلى مجموعات مسلحة مناهضة لحماس، بحسب مسؤولين إسرائيليين، وهي مجموعات تعمل أصلًا على بناء تجمعات سكنية داخل “المنطقة الخضراء” التي تستضيف مئات إلى بضعة آلاف من المدنيين.
وتشير التقديرات إلى أن أولى هذه المجتمعات نشأت أثناء حرب غزة في رفح تحت السيطرة الإسرائيلية. وقال ياسر أبو شباب، وهو قائد إحدى المجموعات المسلحة: “نحن منفتحون على التعاون مع جميع الأطراف التي تسعى لتحقيق السلام والاستقرار في غزة”.
ويأتي ذلك بينما تكثّف إسرائيل تحصين الخط الأصفر عبر نشر قوات ودبابات وإقامة سواتر ترابية، فضلًا عن مدّ بنى تحتية كهربائية ومائية لدعم المشروعات المقامة على جانبها من الخط.

