كيف سيكون الرد على اغتيال إسرائيل للقائد العسكري لحزب الله ومن منّ.. ومتى؟ ولماذا أقدم نتنياهو على هذه الجريمة الآن؟ وما دور أمريكا ترامب؟

كيف سيكون الرد على اغتيال إسرائيل للقائد العسكري لحزب الله ومن منّ.. ومتى؟ ولماذا أقدم نتنياهو على هذه الجريمة الآن؟ وما دور أمريكا ترامب؟

لم يكن مفاجئا الينا على الأقل، ان تستهدف الطائرات الإسرائيلية التي تحلق ليل نهار فوق العاصمة اللبنانية الجنرال أبو علي الطبطبائي، الذي يوصف بأنه الرجل الثاني في حزب الله، وقائد جناحه العسكري الأول، وفي قلب الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، وبأوامر مباشرة من بنيامين نتنياهو وقائد جيشه، وبالتنسيق المباشر مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأجهزة استخباراته.

السؤال الذي يتردد على السنة العديد من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي هو عن عدم رد “حزب الله” الفوري على هذا العدوان، بعضهم يطرح هذا السؤال بحرقة، ومن منطلق حسن النية، والرغبة العميقة المشروعة بالثأر، وبعضهم الآخر للتشويش وخلق البلبلة، والشماتة ومن منطلق العداء للمقاومة.

هذا السؤال في رأينا يجب ان يوجه بالدرجة الأولى الى السلطات اللبنانية وجيشها التي قالت بلسان رئيسها انها ستوفر الحماية للشعب اللبناني، وستتصدى لأي عدوان إسرائيلي على لبنان، بعد هجوم الجيش الإسرائيلي الأخير على مقر مجلس بلدي في الجنوب (قرية بليدة) واستشهاد موظف مدني كان يتواجد فيه.

هذه الغارات “الاستعراضية” والاستفزازية الإسرائيلية تعكس رعبا إسرائيليا من تعافي “حزب الله” عسكريا، ونجاح قيادته العسكرية الشابة في إعادة ترتيب بيته الداخلي استعدادا للمواجهة الكبرى القادمة حتما وقريبا، فمن يقرر مكان وزمان هذا الرد هي القيادة العسكرية التي عملت بصمت ودهاء، وبعيدا عن الأضواء على إعادة بناء صناعته العسكرية الصاروخية المتطورة، وتدريب مجاهديه وفق النظريات العسكرية الجديدة والمتطورة في دورات داخلية، او في ايران، وكوريا الشمالية وروسيا.

نتنياهو يسعى ويطمح لجر “حزب الله” الى الرد الفوري، وربما قبل إكمال قيادته استعداداتها بالكامل، لتبرير غزو إسرائيلي بري، وجوي، وبحري شامل للبنان، وتحميل الحزب المسؤولية وقبل تحقيق الجهوزية الكاملة، ولكن هذا الاستفزاز لن يعطي اؤكله اللهم الا اذا اكتملت هذه الاستعدادات فعلا، وبات الوقت ملائما للرد المزلزل.

اغتيال الجنرال الطبطبائي، والغارات الإسرائيلية المستمرة التي تجاوزت الـ 7000 اختراق لوقف اطلاق النار في غضون عام واحد فقط، تؤكد مدى صحة، وشرعية، ومنطقية، موقف “حزب الله” وقيادته في رفض أي محاولة لنزع سلاحه من قبل السلطة اللبنانية او غيرها رضوخا لضغوط الثنائي الأمريكي الإسرائيلي، مثلما يؤكد أيضا سقوط نظرية حصر السلاح في يد الدولة اللبنانية التي ترددها قيادتها ليل نهار بصورة مملة تقوض شرعيتها، وعدم درايتها بالوقائع على الأرض وكل هدفها هو إرضاء المبعوثين الأمريكيين وتنفيذ املاءاتهم.

سمعنا الرئيس اللبناني جوزيف عون قبل يومين يؤكد ان “حزب الله” انتهى عسكريا، وان الطائفة الشيعية في لبنان منهكة من الحروب، ويذكُر لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني اثناء زيارته الأخيرة لبيروت، ان الشيعة مسؤوليته كلبنانيين وان الدولة اللبنانية ستحميهم، فاذا كان “حزب الله” انتهى عسكريا فلماذا تتضاعف الغارات الإسرائيلية على مواقعه المفترضة، ومصانع أسلحته؟

هذه الغارات والاغتيالات الإسرائيلية المكثفة على “حزب الله” تعكس فشل العدوان الإسرائيلي في تشرين ثاني (نوفمبر) العام الماضي على لبنان، وان الحزب بات أقوى من قبل، وتتدفق اليه صفقات الأسلحة والصواريخ الدقيقة، خاصة عبر الأراضي السورية والبحر، مثلما تؤكد فشل مخطط إسقاط النظام السوري في منع واغلاق خطوط الامداد بالتالي، وتحول سورية بشكل متسارع الى “دولة فاشلة” تدريجيا.

إسرائيل اغتالت السيد حسن نصر الله القائد التاريخي لحزب الله، مثلما اغتالت معظم قياداته العسكرية، وارتكبت مجزرة البيجرات التي أدت الى استشهاد واصابة ما يقرب من 4000 من خيرة كوادره، ولكن الحزب لم ينهار، وكان رد قياداته العسكرية الشابة في يوم “الاحد العظيم” مزلزلا ووصلت الصواريخ الى نافذة بيت نتنياهو، ودمرت الوحدة 8200 الاستخبارية الكبرى في قلب تل ابيب، ولهذا فأن اغتيال الجنرال الشهيد الطبطبائي لن يدمر الحزب، فهذا الحزب “ولاّد قيادات”، وكلما سقط شهيد جاء بعده من يحمل الراية، ويواصل المسيرة الجهادية المقدسة.

الرد قادم حتما، وقريبا جدا، وسيكون أكثر أيلاما وتأثيرا، وعلينا ان نؤكد على حقيقية ينساها الكثيرون داخل دولة الاحتلال، وفي المحيط العربي والإسلامي المتواطئ، وهي ان القوة الوحيدة التي هزمت إسرائيل مرتين في لبنان، وأجبرت الجيش الذي لا يهزم على الانسحاب ذليلا مطأطأ الرأس، وبقرار من جانب واحد، ودون مفاوضات، هذا المشهد سيتكرر للمرة الثالثة “النابتة” وقريبا جدا بإذن الله.. والأيام بيننا.

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com