الإعمار تباشر بتقييم أضرار السيول وتكشف سبب انهيار جسري الزركة والطوز
باشرت دائرة الطرق والجسور في وزارة الاعمار والإسكان، اليوم، بأعمال تقييم الأضرار لجميع الجسور في المحافظات التي شهدت سيولًا جارفة، تمهيدًا لإعادة إعمار وترميم عدد من الجسور التي تضررت خلال الموجة الأخيرة نتيجة الأمطار الغزيرة وارتفاع مناسيب المياه.
وقال المتحدث باسم الإعمار، استبرق صباح، في بيان تلقت ” اخر الاخبار” نسخة منه إن “الدوائر الفنية أفادت بأن شدة السيول وقدم عمر بعض هذه الجسور ساهما بشكل مباشر في حدوث الأضرار، الأمر الذي استدعى تدخلاً عاجلًا لضمان انسيابية الحركة المرورية وتأمين الطرق الحيوية للمواطنين”.
وأوضح صباح أن الأعمال ستتضمن رفع الأنقاض وفحص الأساسات وإعادة تأهيل الهياكل الإنشائية وفق المواصفات الهندسية، بالإضافة إلى تطوير منظومات تصريف المياه لتلافي تكرار الأضرار في المواسم المقبلة، مؤكداً أن وتيرة العمل ستستمر على مدار الساعة بهدف استعادة الجسور المتضررة إلى الخدمة في أقرب وقت، وأن السلامة الإنشائية ستبقى الأولوية في جميع مراحل التنفيذ.
وكشف صباح تفاصيل الأضرار التي لحقت بجسر “الزرگه” الذي يربط طريق الطوز بمحافظة صلاح الدين، مبيناً أنه يحتوي على فضاءات تضررت جراء تفجيرها خلال أحداث “داعش” الإرهابي، وتمت إعادة دفنها مع نصب أنابيب لتصريف المياه. لكنه أشار إلى أن قوة وكثافة السيول وعدم تحمل الأنابيب المنصوبة لكمية المياه القادمة أدى إلى ارتفاع المنسوب وبالتالي دفع تراب الدفن وانهيار تلك الفضاءات.
وفيما يخص جسر الطوز الكونكريتي في محافظة كركوك، أوضح صباح أن الجسر الذي أُنشئ مطلع الخمسينات ويبلغ طوله حوالي 615 مترًا وعرضه 8 أمتار ويتكون من 41 فضاءً، تعرض لأضرار جسيمة.
وبيّن أن السبب الرئيسي للانهيار هو التعريَة للتربة الحاملة لركائز أربعة فضاءات، والتي هي عبارة عن ركائز قيسونية ضحلة العمق لا يتجاوز طولها 6 أمتار، ما يمثل خللًا تصميميًا لم يتمكن من تحمل السيول الشديدة القادمة من الحدود مع الجارة إيران.
وأضاف أن أسباباً أخرى ساهمت في تفاقم الوضع، ومنها قيام بعض المتنفذين بالمحافظة بتكديس مادة الحصى والجلمود في حوض النهر للاستفادة منها، على الرغم من التأكيدات المستمرة للقيادات الأمنية بالمحافظة، الأمر الذي أدى إلى انحسار حركة السيول وتركيزها في مناطق محددة، ما أدى إلى تعرية التربة أسفل ركائز فضاءات أخرى غير التي تم إجراء صيانة طارئة لها، ونتيجة لذلك انهار أربعة فضاءات لحد الآن، محذراً من انهيار فضاءات أخرى في حال استمرار السيول.
