«الحرب» بين بايرن وريال لم تنتهِ بعد!

«الحرب» بين بايرن وريال لم تنتهِ بعد!

صحيحٌ أنّ ريال مدريد الإسباني خطا خطوةً كبيرة نحو الدور نصف النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا بعد فوزه على بايرن ميونيخ الألماني 2-1، في ذهاب دور ربع النهائي، إلّا أنّ شيئاً لم يُحسم بعد، فالجميع ينتظر الموقعة الكبرى بينهما الثلثاءَ المقبل على ملعب «سانتياغو برنابيو».خالف بايرن ميونيخ التوقعات بخسارته أمس الأوّل على ملعبه، وذلك بعد 16 إنتصاراً متتالياً في «أليانز أرينا» في دوري الأبطال، ليُخيّب آمال جماهيره.
خسارة بايرن أمام حامل اللقب ريال مدريد لم تكن مفاجئة كثيراً، إذ إنّ الفريق دخل إلى هذا اللقاء بغياب اثنين من أهم عناصره، هما المهاجم القناص روبرت ليفاندوفسكي والمدافع الفذ ماتس هوملز.
بداية، إنّ غياب مهاجم بحجم ليفاندوفسكي ليس بالأمر السهل إطلاقاً، خصوصاً أنه يقدّم موسماً مميّزاً بتسجيله 38 هدفاً في كل المسابقات مع العملاق البافاري (الدوري الألماني والكأس المحلية ودوري الأبطال). فجاء توماس مولر بديلاً له أمام ريال والذي لم يتمكن من سدّ فراغه كون مركزه الأساسي يكمن خلف المهاجم الصريح.
يُذكر أنّ مولر تراجع أداؤه بشكل كبير هذا الموسم ما حتّم على المدرّب الإيطالي كارلو أنشيلوتي زجّه على مقاعد الاحتياط في كثير من المباريات والاعتماد على الإسباني تياغو ألكانتارا بشكل أساسي.
أما غياب هوملز فكان له أثر كبير أيضاً نظراً لقوته إلى جانب مواطنه جيروم بواتنغ في قلب الدفاع، فجاء مكانه الإسباني خافي مارتينيز، الذي يلعب أساساً كلاعب وسط وبدأ يعوّض الغيابات في مركز قلب الدفاع في عهد المدرّب جوسيب غوارديولا.
مارتينيز نجح سابقاً في هذا المركز، لكنه في هذه المباراة كان له الدور الأبرز في خسارة بايرن، إذ إنه ارتكب خطأين متتاليين (في الدقيقتين 58 و61) ليخرج بالبطاقة الحمراء ويُكمل فريقه المباراة بعشرة لاعبين، وكانت النتيجة حينها تُشير إلى التعادل الإيجابي (1-1).
فنّياً
هذا في ما خص الغيابات، أما من الناحية الفنية، فبايرن لم يرتقِ أيضاً إلى المستوى المطلوب، خصوصاً في الشوط الثاني. فمَن شاهد الشوط الأوّل الذي انتهى بتقدّم أصحاب الأرض 1-0 عن طريق التشيلي آرتورو فيدال، لا يتوقع أن ينتهي اللقاء بهذا الشكل.
بايرن سيطر على مجريات اللعب تماماً في الشوط الأوّل، وكان قريباً جداً من تسجيل هدف آخر أيضاً، لكن بعد احتساب ركلة جزاء «غير صحيحة» له، نفّذها آرتورو فيدال بعيدة فوق المرمى، تراجع أداء الفريق بشكل ملحوظ ودخل إلى الشوط الثاني مرتبكاً، تاركاً مساحات في خط الدفاع، بسبب التمركز الخاطئ لبواتنغ، وطرد مارتينيز فيما بعد.
بواتنغ، الذي عوّدنا على تمريراته البعيدة المُتقنة والخاطفة، لم يقدّم المطلوب منه في هذه المباراة، وهذا يعود إلى عدم تأقلمه بشكل نهائي بعد عودته من الإصابة التي أبعدته أسابيع من الملاعب.
في المقابل، استفاد الضيوف من الثغرات التي تركها له خصمه في الشوط الثاني، رغم غياب قلب دفاعه بيبي الذي عوّضه ناتشو فيرنانديز على أكمل وجه، ليُضيف نجمه البرتغالي الهدف الثاني له ولفريقه في الدقيقة 77 (الهدف الأوّل جاء في الدقيقة 47)، ويخطو خطوةً كبيرة نحو الدور المقبل.
كما يجب التنويه إلى أداء الحارس العملاق مانويل نوير، العائد بدوره من الإصابة، الذي تصدّى لكرات خطِرة «خرافية» ومحققة، أبرزها من رونالدو بالذات، والفرنسي كريم بنزيمة والويلزي غاريث بايل، ليُبقي على آمال فريقه في التأهّل، وإلّا لانحسمت الأمور وبنتيجة كاسحة لصالح «الملكي».
مهمّةُ بايرن أصبحت معقّدة جداً كونه سيلعب خارج قواعده الثلثاء المقبل، وعليه أن يفوز بنتيجة 2-0 ليعبر إلى الدور المقبل، إلّا أنّ إمكانية مشاركة هدّافه البولندي ليفاندوفسكي، ومدافعه هوملز، ستعزّز فرصته في تخطي هذه العقبة الصعبة، غير المستحيلة.
90 دقيقة متبقية أمام الفريقين، والحرب بينهما لم تنتهِ بعد، فهل يفعلها البافاري في مدريد؟

المصدر: الجمهووية

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com