هل سمعت عن “جون شناتر” من قبل؟ إنه صاحب أشهر سلسلة مطاعم بالعالم.. وهذه قصته

هل سمعت عن “جون شناتر” من قبل؟ إنه صاحب أشهر سلسلة مطاعم بالعالم.. وهذه قصته

قد يبدو اسم جون شناتر غير مألوف بالنسبة للكثيرين منا على مستوى الوطن العربي، أو حتى أميركا، رغم كون هذا الرجل المذكور أميركي الجنسية، ولكن عند الحديث عن “بابا جونز” تزداد فرصة معرفتك بهذا الاسم؛ نظراً لاقترانه باسم مطعم البيتزا الشهير.

شناتر هو مؤسس ومالك سلسلة مطاعم “بابا جونز”، التي تصنف بكونها ثالث أكثر مطاعم البيتزا انتشاراً على مستوى أميركا، وتأتي في الترتيب بعد “بيتزا هات” و”دومينوز بيتزا”.

وفي الحقيقة يبدو أن شناتر لم يكن يعلم إلى حد كبير أنه سيحقق هذا النجاح الواسع، حينما اضطر لأن يبيع سيارته “الكمارو” عام 1984؛ لكي يشتري معدات إعداد البيتزا وينشأ ملحقاً لبيعها في حانة والده.

البداية مع شقيقه الأكبر

وفقاً لما ذكره موقع فوربس فإن شناتر ينحدر من عائلة ألمانية الأصل، هاجرت إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1867، وكان جده رجل أعمال ناجحاً للغاية، إذ امتلك عدداً من المشاريع التي أدرّت على العائلة بأكملها مالاً وفيراً، بينما لم يمتلك والده النجاح نفسه؛ فقد فشل في أكثر من 20 مشروعاً أنشأها بنفسه؛ نتيجة سوء إدارته لهذه المشاريع.

لكن جون شناتر امتلك نفس نواة رجل الأعمال الناجح التي كان يملكها جده، ففي سن الثامنة أنشأ مع شقيقه الأكبر شركة صغيرة لجز العشب.

انطلاقة “بابا جونز” من ملحق في حانة والده

في سن الحادية عشرة بدأ جون شناتر العمل في مجال تصنيع البيتزا في إحدى حانات ولاية إنديانا الأميركية، ونجح في وقت قليل أن يكوّن ثروة صغيرة مكّنته من شراء سيارة من طراز “شيفروليه كمارو” موديل 1972.

حصل شناتر عام 1983 على شهادة في إدارة الأعمال من جامعة إنديانا بول، ونظراً لعدم حصوله على أي وظيفة بعد تخرجه، قرر العمل في حانة والده، في سبتمبر/أيلول 1983، والتي كانت تعاني من تراكم الديون عليها بوصولها إلى حوالي 64 ألف دولار، ما اضطر “جون” إلى بيع سيارته مقابل 2800 دولار؛ حتى يتمكن من سداد بعض الديون ويتمكن من دفع رواتب العاملين بالحانة، وسعى لإدارة شؤونها بنفسه؛ لانقاذ والده من المحنة التي يمر بها.

ورغم كرهه لحانة والده التي يصفها بأنها أقذر حانة رآها في حياته، إلا أنه تمكن من إعادة إدارتها بالصورة الصحيحة، وسدّد جميع ديونها في غضون 4 أشهر فقط، وقرر بعدها عمل ملحق في حانة والده لتصنيع البيتزا، وربما يكون ذلك بهدف التخلص من عمل العائلة في مجال الحانات الذي لطالما كرهه، قبل أن يفتتح أول فرع لسلسلة مطاعم “بابا جونز” عام 1985.

وفقاً لتأكيد شناتر ففي العام الأول من افتتاح مطعمه كان يصنع كل بيتزا بنفسه، واعتبر الأمر بمثابة رغبة منه في أن يتولى إنجاح عمله الخاص في البداية وحده، قبل أن ينجح بالفعل بافتتاحه في غضون ستة أعوام فقط مئة فرع لـ”بابا جونز”.

الانتشار والنجاح يصل إلى تجاوز ثروته المليار دولار

مع تكوين شركة “بابا جونز” وتسجيلها كشركة مستقلة لتصنيع البيتزا عام 1993، نجح جون شناتر في أن يحول رأس مال الشركة من 2000 دولار فقط عام 1991 إلى 200 مليون دولار عام 1994.

بعدها تمكن شناتر بدعم عدد من المستثمرين أن يجعل “بابا جونز” إحدى الشركات الرائدة في تصنيع البيتزا على مستوى العالم، ففي عام 2016 صُنفت على أنها الشركة الرائدة الثالثة على مستوى أميركا في تصنيع البيتزا، إذ أنتجت إجمالي 10% من طلبات البيتزا في الولايات المتحدة.

ربما يرجع الفضل في النجاح الكبير لـ”بابا جونز” خلال وقت قصير نسبياً، إلى نجاح جون شناتر الدائم في تقديم الأفكار الجديدة لزبائنه، ففي عام 2001 كانت “بابا جونز” أول شركة تقوم بتوصيل البيتزا إلى الزبائن من خلال الطلب عن طريق الإنترنت.

ومن اللافت للانتباه أن شناتر لا يُنفق الكثير من الأموال على الدعاية لشركته، ففي عام 2014 قُدر ما أنفقته شركة “بابا جونز” على الإعلانات بحوالي 63 مليون دولار فقط، أي حوالي 4% من رأس مال الشركة.

وهذا رقم يعد ضئيلاً للغاية، إذا ما قورن بما تنفقه شركات تصنيع الأغذية الأخرى، فقد أنفقت ماكدونالدز مثلاً حوالي 808 ملايين دولار خلال نفس العام على الإعلانات، وتعتمد سياسة “بابا جونز” الإعلانية بشكل أساسي على دعم الرياضات الوطنية في أميركا ومن أبرزها كرة القدم الأميركية.

يبدو أن طموح “جون شناتر” البالغ من العمر 55 عاماً، لن يتوقف عند هذا النجاح الذي حققته “بابا جونز” خلال 32 عاماً فقط، فقد سبق أن أكد أنه يسعى لجعل “بابا جونز” أكبر شركة لتصنيع البيتزا على مستوى العالم، وهو هدف لن يكون صعباً على “جون” تحقيقه خلال الأعوام العشرة المقبلة، إذا ما نظرنا لما حققه بالفعل، فقد تمكن في أبريل/ نيسان 2017، من الدخول في قائمة Forbes لأصحاب المليارات، بعدما تخطت ثروته خلال العام الجاري حاجز المليار دولار.

ما سرُّ ارتباطه بسيارته “الكمارو”؟

تعتبر قصة جون شناتر مع سيارته “الكمارو” فريدة من نوعها بالفعل؛ فبعدما باعها عام 1983م مقابل 2800 ألف دولار، قرر في عام 2009 إعادة البحث عنها لشرائها مرة أخرى، ونشر إعلاناً ذكر فيه مواصفات سيارته القديمة وطلب من الشخص الذي يمتلكها شراءها منه مقابل ربع مليون دولار، وهو ما حدث بالفعل.

قرر عقب استعادة سيارته أن يمنح بيتزا مجانية لكل شخص يمتلك سيارة “كمارو”، ولكن الأمور لم تسر بشكل جيد، ففي عام 2015 أثناء عرض السيارة في أحد معارض السيارات الكلاسيكية في مدينة ديترويت الأميركية تعرَّضت للسرقة.

وعقب الحادث أعلن شناتر عن تخصيص جائزة قيمتها 16 ألف دولار لمن يجد سيارته، وقد وجدتها الشرطة في إحدى الطرق السريعة بنفس المدينة، ولحسن الحظ لم يكن بها الكثير من التلفيات.

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com