مركز حقوقي يحذر من مخاطر لعبة “روبلوكس” على أطفال العراق

حذر رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق فاضل الغراوي، يوم الأحد، من المخاطر المتزايدة التي تشكّلها لعبة “روبلوكس” على الأطفال والمراهقين، لافتًا إلى أن دولًا مثل الصين وقطر والكويت حظرتها بصورة كاملة نظرًا لتهديدها المباشر للسلوك والقيم وحماية الطفولة.
وقال الغراوي في تصريح صحفي، إن “المنصة تضم أكثر من 85 مليون مستخدم يوميًا، يشكل الأطفال دون 13 عامًا ما نسبته 40% منهم، مؤكدًا أنها بيئة مفتوحة تفتقر للرقابة الكافية، مما يجعلها مجالًا خصبًا للمحتويات غير الملائمة مثل العنف أو المواد الجنسية، إضافة إلى إمكانية تواصل الأطفال مع غرباء بالغين مجهولين، وهو ما يزيد من احتمالات التحرش والاستغلال الجنسي والإساءة عبر الفضاء الافتراضي”.
وأشار إلى أن “الدراسات الدولية أثبتت أن نحو 65% من الأطفال بين عمر 8 و12 عامًا تعرّضوا للتواصل مع غرباء أثناء اللعب عبر منصات مثل “روبلوكس” و”يوتيوب”، فيما كشفت تقارير بحثية أن عشرات القضايا الجنائية في الولايات المتحدة وأوروبا ارتبطت بالاستدراج والابتزاز الإلكتروني للأطفال عبر هذه اللعبة، حيث سُجل منذ عام 2018 ما لا يقل عن 24 حالة اعتقال مرتبطة بجرائم استغلال الأطفال.
وأضاف الغراوي أن “خطورة اللعبة لا تقتصر على المخاطر الأمنية والسلوكية، بل تشمل أضرارًا مالية ونفسية، إذ تسمح بعمليات شراء عبر العملة الافتراضية “Robux” التي قد تدفع الأطفال إلى إنفاق مفرط يشبه المقامرة، فضلًا عن تسببها في إدمان اللعب لساعات طويلة، ما يؤثر سلبًا على التحصيل الدراسي والعلاقات الاجتماعية والصحة النفسية”.
وبين أن “قرارات الحظر التي اتخذتها بعض الدول العربية جاءت بعد رصد مباشر لهذه المخاطر، داعيًا الحكومة العراقية والجهات المختصة إلى التحرك العاجل لإغلاق المنصة وحظر اللعبة حمايةً للأطفال الذين يشكّلون شريحة واسعة من المجتمع العراقي”.
وطالب الغراوي بوضع إطار وطني لحماية الأطفال في البيئة الإلكترونية، وإلزام المنصات الرقمية بضوابط تتماشى مع التزامات العراق الدولية في مجال حقوق الإنسان، إلى جانب إطلاق حملات توعية للأهالي والمعلمين حول مخاطر الألعاب الإلكترونية، وتعزيز التشريعات الوطنية والإشراف الرقمي، والتعاون مع المؤسسات التقنية لتطوير أدوات حماية محلية تحدّ من هذه التهديدات”.