الحكيم يحدد مواصفات رئيس الوزراء المقبل ويطرح مهلة الـ 100 يوم للحكومة الجديدة
أكد رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية السيد عمار الحكيم، اليوم الجمعة، ضرورة اختيار رئيس حكومة يمتلك برنامجاً واضحاً وقراراً شجاعاً وقدرة على التنفيذ، فيما دعا إلى الإسراع بتشكيل الحكومة واحترام التوقيتات الدستورية، مشدداً على أن يكون السلاح بيد الدولة حصراً.
وقال السيد الحكيم في كلمته خلال الخطاب الجماهيري في النجف الاشرف بمناسبة ذكرى استشهاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (يوم الشهيد العراقي)، “نقف اليوم عند محطة تهتز لها القلوب هيبة ووفاءً، في ذكرى استشهاد شهيد المحراب، لنجدد العهد والثبات على مشروع خطه بدماء طاهرة، وبذل فيه عزيز العراق عمره وحياته، وهو امتداد لخط الشهداء في سبيل إعلاء كلمة الحق ونصرة المظلومين والدفاع عن حقوق العراقيين”.
وأضاف، أن “العراق اليوم على أعتاب تشكيل حكومة وطنية قوية ومقتدرة وفق الاستحقاقات الانتخابية والمدد الدستورية الملزمة”، مشيراً إلى أن “هناك حراكاً سياسياً فاعلاً من قبل قادة الإطار التنسيقي بالتعاون مع القوى السياسية والوطنية الأخرى لوضع معايير وآليات منهجية تتناسب مع تطلعات الشعب”.
وتابع السيد الحكيم: “نريد رئيس حكومة يعرف ماذا يريد، ويملك برنامجاً واضحاً لا مبادئ عامة، ويمتلك قدرة تنفيذ وفريقاً كفوءاً وقراراً شجاعاً وأدوات دولة”، مؤكداً “نريد رئيس حكومة لا يتراجع عند أول أزمة، ولا يضعف، ولا يساوم على حساب الناس”.
وشدد على أن “الإسراع بتشكيل الحكومة واحترام التوقيتات الدستورية ضرورة ملحة، فليس من المقبول البدء بعهد جديد بخرق دستوري وتعطيل لمصالح الدولة”، لافتاً إلى أن “الإقبال الشعبي الكبير في الانتخابات كان رسالة بليغة بضرورة تعاون القوى السياسية لحسم الاستحقاقات والمضي بمشروع الاعتدال والاستقرار والإعمار”.
وأوضح السيد الحكيم، أن “هيبة الدولة لا تتحقق إلا بقانون يطبق وأمن يحمى وسلاح بيدها وحدها”، مؤكداً “السلاح ينبغي أن يكون بيد الدولة اتساقاً مع الدستور ودعوات المرجعية الدينية العليا، ولا نقبل بالسلاح خارج سلطة الدولة أو استعماله أداة للضغط، فقرارنا يجب أن يكون عراقياً خالصاً يقدم مصلحة البلد على كل مصلحة”.
وبين أن “الاقتصاد هو معركتنا الحقيقية، والملفات الأساسية في الأمن القومي تشمل الصناعة والزراعة والطاقة والاستثمار”، داعياً إلى “تحويل الوزارات لمؤسسات إنتاجية وتركيز البرامج على المسار الاقتصادي الصحيح، فمن لا ينتج لا يقرر، والاعتماد على النفط وحده يجعلنا رهينة لتقلبات العالم”.
وطرح السيد الحكيم مقترح “اختبار مئة يوم” للحكومة المقبلة، قائلاً: “يجب أن يكون هناك اختبار للجدية والمسؤولية في ملفات الكهرباء والماء والبطالة والمستشفيات ومكافحة الفساد الذي يسرق دواء المريض وخبز الفقير”، مشدداً على أن “معالجة الفساد تتطلب منظومة متكاملة من قضاء قوي ورقابة حقيقية وعقوبات رادعة”.
وعن الأوضاع الإقليمية، أشار إلى أن “المنطقة تشهد تحولات كبرى، والعراق لاعب رئيس وصمام أمان”، مؤكداً “واجب العراق حماية نفسه من الانجرار خلف الصراعات، وأن يكون جسراً للتواصل لا ساحة لتصفية الحسابات أو صندوق رسائل نيابة عن الآخرين”.
ودعا السيد الحكيم “أبناء تيار شهيد المحراب إلى الاستمرار في عملية التطوير الشاملة والالتزام بالقيم والمبادئ”، خاتماً بالقول: “الأمانة محفوظة والراية مرفوعة، والجيل الذي راهن عليه شهيد المحراب حاضر في الساحات لبناء دولة عصرية عادلة”.

