تحمي القلب لكن احذر كثرتها.. فوائد ومخاطر القهوة
تمتد شعبية القهوة عبر الثقافات والقارات باعتبارها ثاني أكثر المشروبات استهلاكًا في العالم، إذ يتم استهلاك ملياري كوب من القهوة يوميًّا.
ومع ذلك، وسط جاذبية “الكافيين” التي تسبب الإدمان، هناك أسئلة كثيرة حول تأثير القهوة على الصحة.
وبحسب تقرير نشره موقع technology networks ، سلطت الأبحاث الحديثة الضوء على العلاقة المعقدة بين استهلاك القهوة وصحة الإنسان، وخلافًا للتوقعات أشار العديد من الدراسات إلى أن الاستهلاك المعتدل للقهوة قد يؤدي إلى فوائد صحية كبيرة.
وقد كشفت الأبحاث التي أجراها علماء في جامعة بولونيا الايطالية أن الأفراد الذين يتناولون ما بين كوب إلى ثلاثة أكواب من القهوة يوميًّا أظهروا انخفاضًا في الضغط الانقباضي والنبضي؛ ما يشير إلى فوائد محتملة للقلب والأوعية الدموية.
وربطت الدراسات الرصدية تناول القهوة بانتظام بانخفاض خطر الإصابة بقصور القلب على المدى الطويل، إذ يمنح كل كوب انخفاضًا في المخاطر بنسبة 5-12٪.
علاوة على ذلك، ارتبط الاستهلاك المعتاد 3-5 أكواب يوميًّا بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 15٪.
ومن اللافت للنظر أنه حتى المستويات العالية من استهلاك القهوة، التي تصل إلى 25 كوبًا يوميًّا، لم تكن مرتبطة بمشاكل القلب الرئيسة.
وأشارت الدراسات أيضًا إلى أن القهوة قد تساعد في إدارة الوزن من خلال التأثير على عملية التمثيل الغذائي وتقليل خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى ذلك أشارت الأبحاث الأولية إلى فوائد معرفية محتملة، حيث وجد أن بعض المركبات الموجودة في القهوة تمنع العمليات المرتبطة بمرض الزهايمر.
وفي مجال صحة العين، تم ربط استهلاك القهوة بشكل إيجابي بسمك طبقة الألياف العصبية الشبكية البقعية، والتي تلعب دورًا حاسمًا في نقل المعلومات البصرية، علاوة على ذلك، أشارت الأدلة إلى أن القهوة قد توفر تأثيرات وقائية ضد أمراض الكبد، مثل: التليف: وتليف الكبد، من خلال تعزيز آليات شفاء الكبد.
وبعيدًا عن الفوائد الفسيولوجية، فإن الجوانب الاجتماعية لاستهلاك القهوة ملحوظة، إذ أكدت الدراسات أن الأفراد الذين يستهلكون القهوة قبل المهام الجماعية يميلون إلى تقييم أدائهم وأداء المجموعة بشكل أكثر إيجابية.
ورغم مجموعة الفوائد المحتملة، فإن الاستهلاك المفرط للكافيين يمكن أن يشكل مخاطر. وقد تظهر أعراض انسحاب الكافيين، بما في ذلك الصداع والتهيج، إذا تم تقليل الاستهلاك فجأة. علاوة على ذلك، قد يعاني الأفراد الذين يعانون من اضطرابات الهلع أو الأرق من أعراض متفاقمة مع تناول كميات كبيرة من الكافيين.
وفي حالات نادرة، يمكن أن تحدث جرعة زائدة من الكافيين إلى أعراض حادة مثل الغثيان، وخفقان القلب، والقيء.
وينصح الأفراد الحوامل، على وجه الخصوص، بالحد من تناول الكافيين بسبب ارتباطه بالإجهاض وانخفاض الوزن عند الولادة، وتوصي الوكالات الصحية بحد أقصى للكافيين يوميًّا قدره 200 ملغ أثناء الحمل، مع التركيز على أهمية الاستهلاك الحذر.
تقدم القهوة، بمجموعتها المعقدة من المركبات، صورة دقيقة للفوائد والمخاطر الصحية. في حين أن الاستهلاك المعتدل يبدو آمنًا بشكل عام وقد يوفر العديد من المزايا الصحية، إلا أن الإفراط في تناوله يمكن أن يؤدي إلى آثار ضارة، خاصة بالنسبة للفئات السكانية الضعيفة.
لذا يتم تشجيع الأفراد على الاستمتاع بالقهوة باعتدال، مع إدراك فوائدها المحتملة ومراعاة الاعتبارات الصحية الشخصية.
